لا يزال كريستيانو رونالدو يواصل تحدي الزمن، وكأنه يرفض الانحناء أمام السنين التي تمر عليه. بعد يومين فقط من احتفاله بعيد ميلاده الأربعين، عاد الأسطورة البرتغالية ليقدم أداءً مذهلًا بقميص النصر، مسجلًا هدفًا جديدًا يؤكد به أن العمر مجرد رقم في مسيرته التي تبدو بلا نهاية.
رونالدو يقود النصر لفوز ساحق على الفيحاء
في ليلة كروية مميزة، تمكن النصر من تحقيق انتصار مهم على الفيحاء بثلاثية نظيفة ضمن منافسات الجولة 19 من دوري روشن السعودي للمحترفين. سجل المهاجم الكولومبي جون دوران هدفين في الدقيقتين 22 و72، قبل أن يضع كريستيانو رونالدو بصمته المعتادة بإضافة الهدف الثالث في الدقيقة 74.
بهذا الفوز، رفع النصر رصيده إلى 41 نقطة ليستعيد المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري بفارق الأهداف عن القادسية، بينما يظل الاتحاد في الصدارة بفارق 8 نقاط عن العالمي. لكن بعيدًا عن الحسابات، كانت ليلة استثنائية لرونالدو الذي أثبت مجددًا أنه قادر على تقديم المستويات الكبيرة رغم تقدمه في العمر.
احتفال خاص بعيد الميلاد.. ورسالة قوية من رونالدو
احتفل نجوم النصر بعيد ميلاد قائدهم البرتغالي خلال التدريبات الجماعية، حيث أهدوه كعكة ضخمة تحمل صورًا من محطاته المختلفة مع الأندية التي مثلها طوال مسيرته. لكن رونالدو لم يكن مهتمًا كثيرًا بالكعكة بقدر ما أراد هدية من نوع آخر: تحقيق الفوز في مباراة الفيحاء، وهو ما تحقق بالفعل.
الأجواء الاحتفالية لم تتوقف داخل الملعب، فقد فاجأت جماهير النصر نجمها البرتغالي بترديد اسمه في الدقيقة 40 من اللقاء، تعبيرًا عن حبهم ودعمهم له في هذه المناسبة الخاصة. ولم يكن رونالدو وحيدًا في هذه الليلة، حيث تواجدت والدته ماريا دلوريس أفيرو في مدرجات ملعب “الأول بارك” بالرياض، إلى جانب نجله كريستيانو جونيور، الذي يلعب حاليًا في الفئات السنية للنادي.
دخول جون دوران.. هل هدد مكانة رونالدو في الفريق؟
![كريستيانو رونالدو.. تألق لا ينتهي واحتفال استثنائي بعيد ميلاده الأربعين مع النصر كريستيانو رونالدو](https://showme-livecdn.elelive.net/konfi/image/20250209/391920df214841799193f03e62c7e82f.png)
أثار تعاقد النصر مع المهاجم الكولومبي جون دوران خلال فترة الانتقالات الشتوية بعض التساؤلات حول تأثير ذلك على رونالدو، خاصة وأن الأخير تحول إلى مركز المهاجم الصريح في السنوات الأخيرة. الصفقة التي كلفت النادي 90 مليون يورو (77 مليون ثابتة و13 كمتغيرات) جعلت البعض يظنون أن رونالدو قد يتأثر سلبًا بوجود لاعب ينافسه في الخط الأمامي.
لكن الرد جاء سريعًا داخل الملعب، ففي أول مباراة لعبها الثنائي معًا ضد الوصل الإماراتي، سجل رونالدو هدفين ليقود النصر للفوز 4-0، بينما لم يتمكن دوران من هز الشباك. وفي المباراة الثانية ضد الفيحاء، واصل البرتغالي التألق، مؤكدًا أنه لا يزال المهاجم الأول للفريق رغم تألق زميله الجديد.
في بداية اللقاء، ظهر دوران وكأنه لا يفضل تمرير الكرة إلى رونالدو، حيث سدد مرتين بدلًا من التمرير له في أماكن أفضل. لكن سرعان ما تغير الوضع، وبدأت معالم الشراكة تظهر بين اللاعبين، خاصة بعد أن سجل دوران هدفه الثاني، وهو ما أشعل “غيرة إيجابية” لدى رونالدو الذي رد بهدف ثالث بطريقة رائعة.
هدف يثبت أن رونالدو قادر على اللعب حتى الخمسين
لم يكن الهدف الذي سجله كريستيانو رونالدو في الدقيقة 74 مجرد هدف عادي، بل كان رسالة واضحة للجميع بأنه لا يزال قادرًا على اللعب في أعلى المستويات لسنوات قادمة.
اللقطة بدأت عندما كانت الكرة مع نواف بوشل في وسط الملعب، بينما كان رونالدو على بُعد مسافة طويلة من منطقة الجزاء. في لمح البصر، انطلق الأسطورة بسرعة مذهلة، تخطى المدافعين، واستغل تمريرة عرضية ليسجل هدفًا رائعًا بلمسة واحدة.
هذه الانطلاقة السريعة من لاعب يبلغ الأربعين عامًا لم تكن مجرد لقطة استعراضية، بل كانت بمثابة إحراج لجيل كامل من اللاعبين الشباب الذين ربما لا يمتلكون نفس الحماس والالتزام الذي يظهره رونالدو في كل مباراة. وقد سبق للنجم البرتغالي أن أبدى انزعاجه من عقلية بعض اللاعبين الصغار، حين قال في تصريحات سابقة: “لا أريد أن أصبح مدربًا، لأن الجيل الجديد لا يستمع، هم مشغولون بمواقع التواصل الاجتماعي أكثر من كرة القدم”.
رونالدو يختتم الليلة برقصة العرضة وسط سعادة الجماهير
![كريستيانو رونالدو.. تألق لا ينتهي واحتفال استثنائي بعيد ميلاده الأربعين مع النصر كريستيانو رونالدو](https://showme-livecdn.elelive.net/konfi/image/20250209/1d53e09aaa0e489990bee9c7f5696ed7.png)
لم يكن احتفال رونالدو بالهدف عاديًا، بل اختار أن يرقص “العرضة” السعودية أمام الجماهير، في مشهد تفاعل معه الحاضرون في المدرجات بحماس كبير. وكانت والدته هي الأخرى في قمة السعادة، حيث التقطت الكاميرات ردود فعلها وهي تصفق وتبتسم فرحًا برؤية ابنها يتألق مجددًا.
ومع اقتراب نهاية اللقاء، قرر المدرب ستيفانو بيولي إراحة رونالدو، ليخرجه من الملعب في الدقيقة 84 وسط تصفيق حار من الجماهير، بعد أن قدم مباراة رائعة أخرى تضاف إلى سجله الحافل.
رونالدو.. أسطورة تتحدى الزمن
مرة أخرى، يثبت كريستيانو رونالدو أنه ليس مجرد لاعب عادي، بل ظاهرة كروية نادرة لا تتكرر. في سن الأربعين، لا يزال يقدم مستويات تفوق العديد من اللاعبين الشباب، ويواصل تحطيم الأرقام وإثبات أنه قادر على البقاء في القمة لسنوات قادمة.
ويبقى السؤال الأهم: إلى متى سيظل رونالدو يحطم التوقعات؟ وهل سنراه يتألق بنفس المستوى حتى سن الخمسين؟ الأيام وحدها كفيلة بالإجابة، لكن ما هو مؤكد الآن أن النجم البرتغالي لا يزال لديه الكثير ليقدمه، سواء مع النصر أو على الساحة العالمية.