يعيش المدرب البرتغالي جورج جيسوس فترة من التحديات مع الهلال، حيث يتعرض لانتقادات حادة رغم تحقيقه العديد من الإنجازات مع الفريق. لكن اللافت في حديثه الأخير هو اعترافه بتفويت فرصة كان يعتبرها “حلمًا” في مسيرته التدريبية، فقط لأنه لم يملك الجرأة الكافية للمغادرة. جاءت هذه التصريحات بالتزامن مع إشادته بمواطنه روبن أموريم، المدرب الذي لم يتردد في اتخاذ خطوة جريئة بترك سبورتنج لشبونة والانتقال إلى تدريب مانشستر يونايتد.
روبن أموريم.. مغامرة كبرى خارج البرتغال
يُعد روبن أموريم أحد الأسماء الصاعدة بقوة في عالم التدريب، حيث بدأ مسيرته مع سبورتنج لشبونة في مارس 2020، وقاد الفريق لتحقيق العديد من الألقاب، من بينها لقبان للدوري البرتغالي، وكأسان محليتان، إلى جانب كأس السوبر البرتغالي. لكن رغم نجاحه اللافت، قرر في نوفمبر 2024 خوض مغامرة جديدة مع مانشستر يونايتد، ليكون هذا أول تحدٍّ له خارج البرتغال.
الأمور لم تكن سهلة لأموريم في إنجلترا، حيث خاض مع مانشستر يونايتد 20 مباراة حتى الآن، فاز في 10 منها، بينما خسر 8 وتعادل في مواجهتين. ومع ذلك، تمكن من قيادة الفريق للتأهل إلى دور الـ16 من الدوري الأوروبي بعدما احتل المركز الثالث في مرحلة المجموعات برصيد 18 نقطة، جمعها من 5 انتصارات و3 تعادلات، دون أن يتعرض لأي هزيمة.
اعتراف جيسوس: لم أمتلك شجاعة أموريم
خلال مقابلة مع قناة Canal 11 البرتغالية، تحدث جورج جيسوس بصراحة عن فرصة تدريبية وصفها بأنها حلم حياته، لكنه رفضها، والسبب ببساطة أنه لم يكن يملك الجرأة الكافية لترك الهلال في تلك اللحظة.
قال المدرب المخضرم البالغ من العمر 70 عامًا:
أتفهم تمامًا قرار أموريم، لأنه امتلك الشجاعة لخوض تحدٍ جديد، رغم نجاحاته مع سبورتنج لشبونة. أما أنا، فقد أتيحت لي فرصة لتحقيق حلمي هذا الموسم، لكنني لم أملك الجرأة لترك الهلال. فضّلت الاستمرار هنا بدلًا من المغامرة.
تصريحات جيسوس أثارت الكثير من التساؤلات حول ماهية العرض الذي تلقاه، والذي وصفه بأنه كان حلمًا خاصة وأنه لم يكشف عن تفاصيله. البعض تكهّن بأنه ربما كان عرضًا من أحد الأندية الأوروبية الكبرى، لكن عدم رغبته في كشف المزيد من التفاصيل جعل الأمر مفتوحًا للتأويل.
جيسوس مع الهلال.. ولايتان حافلتان بالنجاحات
![جورج جيسوس يندم: لم أملك شجاعة أموريم واخترت الاستمرار مع الهلال على حساب حلمي الأكبر جورج جيسوس](https://showme-livecdn.elelive.net/konfi/image/20250212/809fd6445121406d8a7397519935904b.png)
يُعد جيسوس من المدربين أصحاب البصمة الواضحة في تاريخ الهلال، حيث قاد الفريق في فترتين مختلفتين.
الولاية الأولى (2018-2019):
بدأت في يوليو 2018 واستمرت حتى يناير 2019، وخلالها قاد الهلال في 21 مباراة، فاز في 16 منها، وتعادل في 4، بينما تلقى هزيمة واحدة فقط. رحل عن الفريق بسبب رفضه تمديد عقده قبل نهاية الموسم.
الولاية الثانية (2023 - حتى الآن):
عاد لقيادة الفريق في يوليو 2023 بعقد يمتد حتى نهاية الموسم الجاري، وخاض معه حتى الآن 84 مباراة، فاز في 73، وتعادل في 7، وخسر 4 مواجهات فقط، ما يعكس نجاحه الكبير في الحفاظ على استقرار الفريق.
إنجازات جيسوس مع الهلال
منذ توليه تدريب الهلال، نجح جيسوس في قيادة الفريق لتحقيق عدة بطولات محلية مهمة:
- دوري روشن السعودي (مرة واحدة)
- كأس خادم الحرمين الشريفين (مرة واحدة)
- كأس السوبر السعودي (3 مرات)
هذه الألقاب تعكس مدى تأثير المدرب البرتغالي على مسيرة الهلال، لكن رغم ذلك، يظل هناك ضغط جماهيري دائم للمطالبة بالمزيد، خاصة في ظل المنافسة الشرسة مع الاتحاد والنصر هذا الموسم.
هل يشعر جيسوس بالندم؟
![جورج جيسوس يندم: لم أملك شجاعة أموريم واخترت الاستمرار مع الهلال على حساب حلمي الأكبر جورج جيسوس](https://showme-livecdn.elelive.net/konfi/image/20250212/bee70871e4294045b793da3830870356.png)
رغم حديثه عن عدم امتلاكه الجرأة لاتخاذ خطوة جديدة، إلا أن جيسوس لم يبدُ نادمًا بالكامل على استمراره مع الهلال. يبدو أنه يرى في ذلك نوعًا من الالتزام تجاه الفريق الذي منحه فرصة النجاح، لكنه في الوقت نفسه، لا يخفي حقيقة أن الفرصة التي أضاعها كانت مغرية للغاية.
قد يكون العامل الحاسم في قراره هو وضع الهلال كمشروع ناجح، حيث يمتلك الفريق تشكيلة قوية يقودها نجم عالمي مثل كريستيانو رونالدو، ما يجعل الاستمرار معه أمرًا منطقيًا. لكن إذا كان العرض الذي تلقاه من أحد الأندية الأوروبية الكبرى، فقد يكون الأمر أكثر تعقيدًا مما يظهر على السطح.
الهلال في المرحلة المقبلة.. استعادة الصدارة هدف أساسي
حاليًا، يستعد الهلال لخوض مواجهة مهمة أمام الرياض يوم 14 فبراير ضمن الجولة الـ20 من دوري روشن السعودي، في لقاء يأمل من خلاله في استعادة الصدارة التي فقدها بعد التعادل المخيب أمام ضمك (2-2) في الجولة الماضية.
ترتيب الهلال في الدوري حاليًا:
- يحتل المركز الثاني برصيد 47 نقطة.
- متأخر بفارق نقطتين عن الاتحاد المتصدر بـ49 نقطة.
هذه الوضعية تجعل الفريق مطالبًا بتحقيق الفوز في كل مبارياته القادمة إذا ما أراد استعادة الهيمنة على جدول الترتيب، خاصة وأن الاتحاد يعيش فترة من التألق، مما يزيد الضغط على الهلال وجيسوس معًا.
هل يكرر جيسوس خطأه أم يغتنم الفرصة القادمة؟
مع بقاء أشهر قليلة على نهاية الموسم، يبقى السؤال الأهم: هل سيستمر جيسوس مع الهلال أم أنه قد يفكر في مغادرة الفريق إذا تلقى عرضًا جديدًا يحقق له حلمه المفقود؟
تصريحاته الأخيرة توحي بأنه قد يكون أكثر استعدادًا هذه المرة لاتخاذ قرار جريء إذا سنحت له الفرصة، خاصة وأنه يدرك تمامًا أن الفرص الكبيرة في عالم كرة القدم لا تأتي كثيرًا. لكن في النهاية، كل شيء سيتوقف على نتائج الفريق هذا الموسم، وعلى مدى قدرة الهلال على تحقيق أهدافه المحلية والقارية.