كشف جوشوا كيميتش، قائد منتخب ألمانيا لكرة القدم، عن كواليس الأوقات الصعبة التي مر بها عقب الخروج الموجع للمنتخب من دور الثمانية في بطولة أمم أوروبا 2024، بعد الخسارة أمام المنتخب الإسباني في مباراة مثيرة امتدت للوقت الإضافي.
“لم أتمكن من النوم”: كيميتش يكشف معاناته بعد الخروج المؤلم
في تصريحات مؤثرة، تحدث كيميتش عن اللحظات الصعبة التي عاشها بعد الهزيمة في تلك المباراة التاريخية. وقال: “كأب لأربعة أطفال صغار، لا أفتقد النوم عادة، لكن في الليلة التي تلت خسارتنا أمام إسبانيا، لم أتمكن من النوم. كانت تلك الليلة أصعب من أي وقت مضى في مسيرتي الرياضية، لأنني لم أستطع تصديق أننا خرجنا من البطولة بهذا الشكل.”
وأوضح كيميتش أن المباراة كانت مليئة بالحماس والتوتر، إذ أن المنتخب الألماني قد قدم أداءً جيدًا وركض بكل قوته في تلك المواجهة، ولكن للأسف كانت النتيجة ضدهم. وأضاف: “لقد بذلنا كل ما في وسعنا على أرض الملعب، ولكننا خسرنا أمام إسبانيا في وقت متأخر من المباراة، وودعنا البطولة على أرضنا وبين جماهيرنا. كانت لحظة صعبة للغاية، وكان علينا جميعًا أن نتقبل هذا الواقع الأليم.”
أجواء غريبة بعد الهزيمة: “كل شيء كان صامتًا”
استعاد كيميتش ذكرى تلك الليلة التي تلت الخروج من البطولة، قائلاً: “جلسنا جميعًا معًا في غرفة تبديل الملابس وناقشنا الخيبة التي شعرنا بها. بعض اللاعبين لم يتمكنوا من النوم طوال الليل بسبب الإحباط، وكانوا يبكون أو يتحدثون عن المباراة والفرص التي ضاعت منا. كانت الأجواء غريبة جدًا في المعسكر، كان كل شيء هادئًا وصامتًا. لم نكن نتحدث كثيرًا، وكأن الكلمات لم تعد قادرة على التعبير عن الألم الذي كان يعتصر قلوبنا.”
وأشار كيميتش إلى أنه رغم الشعور بالحزن والإحباط، إلا أن الفريق حاول أن يتماسك ويواجه هذه الخيبة معًا. وقال: “إنها واحدة من تلك اللحظات التي تجعلك تفكر في مستقبلك كرياضي وتعيد تقييم كل شيء. بالطبع، كانت صدمة كبيرة، ولكننا كفريق يجب أن نستمر في العمل.”
الجانب الإنساني للاعب: تأثير الهزيمة على الحياة الشخصية
وعلى الرغم من أن كيميتش يعرف تمامًا أن كرة القدم هي جزء من حياته المهنية، إلا أن الهزيمة في يورو 2024 كان لها تأثير كبير على حياته الشخصية أيضًا. وأضاف قائلاً: “حتى في ظل مسؤوليتي كأب، فإن مثل هذه اللحظات الرياضية المؤلمة تؤثر عليك كثيرًا. لكن عندما أعود إلى عائلتي وأرى وجوه أطفالي، أستعيد توازني وأتذكر لماذا أحب هذا الرياضة، لأنني في النهاية أريد أن أقدم أفضل ما لدي لعائلتي وجمهوري.”
التطلع إلى المستقبل: “نريد العودة أقوى”
رغم الخروج المبكر من يورو 2024، فإن كيميتش لا يزال يمتلك الأمل في المستقبل. وأكد أن منتخب ألمانيا سيعمل على استعادة قوته والتركيز على البطولات القادمة. وأضاف: “هذه اللحظات الصعبة يجب أن تكون دافعًا لنا للعودة أقوى في المستقبل. نحن بحاجة للتعلم من هذه التجربة والقتال من أجل تحقيق الأفضل في البطولات القادمة. صحيح أننا خسرنا في يورو 2024، ولكننا سنواصل العمل على تطوير فريقنا.”
الختام: درس من الهزيمة
في النهاية، أشار كيميتش إلى أن الهزيمة في يورو 2024 كانت درسًا قاسيًا بالنسبة له ولكل لاعبي المنتخب الألماني، لكنها في الوقت ذاته فرصة للتطور والنمو. “لم تكن هذه النهاية التي كنا نأمل فيها، ولكن الحياة تستمر، ويجب علينا أن نعمل بجد من أجل مستقبل أفضل. الخسارة علمتنا الكثير، وما زلنا في البداية فقط.”
وهكذا، بالرغم من الألم الذي عاشه كيميتش وزملاؤه في المنتخب الألماني بعد تلك الهزيمة، إلا أن الألم يتحول إلى دافع قوي للاستمرار في السعي نحو التفوق والنجاح في المستقبل.