![“ميلان يتعثر أمام كالياري في أول ظهور للمدرب كونسيساو: بداية لا تليق بطموحات الروسونيري” ميلان](https://camel1-livecdn.camel1.live/konfi/image/20250113/c40b6bc5e0c74d00abef26aebe73e75f.png)
في أمسية كروية كان ينتظرها عشاق ميلان بفارغ الصبر، اكتفى فريق الروسونيري بالتعادل الإيجابي 1-1 أمام كالياري المهدد بالهبوط، في مباراة أقيمت على ملعب “سان سيرو” ضمن منافسات الجولة العشرين من الدوري الإيطالي. المواجهة لم تكن فقط مباراة عادية، بل شهدت الظهور الأول للمدرب الجديد سيرجيو كونسيساو، الذي عُيّن لإعادة الفريق إلى المسار الصحيح بعد سلسلة من النتائج المخيبة. ومع ذلك، جاءت البداية أقل من التوقعات، مما زاد من قلق الجماهير حول قدرة الفريق على استعادة مكانته بين كبار الكالتشيو.
مجريات اللقاء: ميلان يسيطر دون جدوى
منذ انطلاق صافرة البداية، أظهر ميلان نوايا هجومية واضحة، مستحوذًا على الكرة ومعتمدًا على تحركات جناحيه وإبداعات لاعبي الوسط. فرض أصحاب الأرض سيطرتهم على وسط الملعب وحاصروا كالياري في مناطقه، إلا أن تلك السيطرة لم تسفر عن أهداف خلال الشوط الأول، وسط تنظيم دفاعي قوي من الضيوف وتألق لافت لحارس مرماهم.
جاء الشوط الثاني ليحمل بعض الإثارة. في الدقيقة 51، تمكن الإسباني ألفارو موراتا، الوافد الجديد إلى ميلان، من فك شفرة دفاع كالياري بعد متابعة دقيقة داخل منطقة الجزاء، حيث أسكن الكرة في الشباك، ليشعل فرحة الجماهير. الهدف كان منتظرًا نظرًا للضغط المتواصل من ميلان، لكن الفرحة لم تدم طويلاً.
رد كالياري المفاجئ
بعد أربع دقائق فقط من هدف ميلان، باغت كالياري أصحاب الأرض بهجمة مرتدة سريعة وفعالة. وصلت الكرة إلى المدافع نادر زورتيا، الذي أطلق تسديدة متقنة من خارج منطقة الجزاء. الكرة اخترقت شباك ميلان، مانحة كالياري التعادل ومفاجئة للجميع في ملعب “سان سيرو”. الهدف لم يكن مجرد تعادل، بل كان بمثابة صدمة أعادت التوتر إلى صفوف ميلان ووضعت المدرب كونسيساو تحت اختبار صعب في أول ظهور له.
مشكلات ميلان: السيطرة بلا فاعلية
على الرغم من السيطرة شبه الكاملة لميلان على مجريات المباراة، إلا أن الفريق افتقد اللمسة الأخيرة أمام المرمى. تفوق الفريق في نسبة الاستحواذ وعدد التمريرات الدقيقة، إلا أن الفاعلية الهجومية لم تكن على المستوى المطلوب. غابت الحلول الفردية والاختراقات المباشرة، مما جعل دفاع كالياري يتصدى بسهولة للعديد من المحاولات.
الهجوم لم يكن المشكلة الوحيدة؛ إذ بدت خطوط ميلان مفتوحة في بعض الأوقات، مما سمح لكالياري بتنفيذ هجمات مرتدة خطيرة، وهو ما أسفر عن هدف التعادل. كونسيساو سيكون عليه معالجة تلك المشكلات سريعًا إذا أراد تحقيق نتائج إيجابية في المباريات القادمة.
موقف الفريقين بعد التعادل
بهذا التعادل، رفع ميلان رصيده إلى 28 نقطة، محتلاً المركز الثامن في جدول ترتيب الدوري الإيطالي. الفارق بينه وبين نابولي، صاحب المركز الرابع، بلغ 8 نقاط، لكن الروسونيري يمتلك مباراتين مؤجلتين قد تعيدان الأمل في المنافسة على مقعد مؤهل لدوري أبطال أوروبا.
على الجانب الآخر، حصل كالياري على نقطة ثمينة رفع بها رصيده إلى 18 نقطة، لكنه لا يزال في منطقة الهبوط بالمركز الثامن عشر. ومع ذلك، فإن هذه النتيجة قد تكون دافعًا كبيرًا للفريق في معركته للبقاء ضمن أندية الكالتشيو.
بداية غير مبشرة للمدرب كونسيساو
كان جمهور ميلان يأمل أن يشهد تغييرًا ملحوظًا في أداء الفريق مع قدوم المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو، المعروف بأسلوبه التكتيكي الصارم. لكن أول مباراة تحت قيادته جاءت لتكشف حجم العمل المطلوب لتحسين مستوى الفريق. التعادل مع فريق ينافس على البقاء في الدوري لا يليق بتطلعات الروسونيري، خاصة وأن الجماهير تنتظر عودة الفريق إلى منصات التتويج.
تحديات المرحلة المقبلة
يواجه ميلان جدولًا مزدحمًا في الأسابيع القادمة، حيث تنتظره مباريات صعبة في الدوري الإيطالي ومباريات مؤجلة قد تحدد مصيره في الموسم. المدرب كونسيساو سيكون عليه العمل بسرعة لمعالجة أخطاء الفريق، خاصة على مستوى الفاعلية الهجومية والتنظيم الدفاعي. كما أن الجماهير ستتوقع رؤية أداء أكثر إقناعًا في المباريات القادمة، خصوصًا مع تزايد الضغوط لتحقيق مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا.
كالياري يبعث برسالة قوية
أما كالياري، فرغم وجوده في منطقة الهبوط، إلا أن أداءه أمام ميلان يعكس إصراره على البقاء في دوري الدرجة الأولى. الفريق أثبت قدرته على مواجهة الكبار، وسيسعى للبناء على هذه النتيجة لتحسين ترتيبه في الجدول. مدرب كالياري نجح في استغلال نقاط ضعف ميلان، وأظهر لاعبو الفريق روحًا قتالية مميزة، مما يجعلهم خصمًا لا يُستهان به في المرحلة المقبلة.
ختامًا: بداية متعثرة في طريق طويل
التعادل مع كالياري يعكس حجم التحديات التي تواجه ميلان ومدربه الجديد سيرجيو كونسيساو. على الرغم من الأداء الهجومي الجيد في بعض فترات المباراة، إلا أن الفريق ما زال يفتقر إلى الحسم والفعالية أمام المرمى. ومع استمرار المنافسة في الدوري الإيطالي، ستبقى أعين جماهير ميلان معلقة على فريقها، مترقبةً ما سيقدمه في قادم المواعيد. هل سيتمكن كونسيساو من قلب الطاولة وإعادة ميلان إلى منصات التتويج؟ أم أن التعثر سيستمر ليزيد من تعقيد مهمة الروسونيري؟