السيناريو المثير لديربي الرياض
في مساء الإثنين، حيث أضاءت سماء الرياض بنجوم “ديربي الغضب” بين ميلان وإنتر في نهائي كأس السوبر الإيطالي، أثبتت الكرة الإيطالية أن عمرها طويل، رغم الأصوات التي كانت تنبئ بانتهاء عصرها. هذه المباراة التي أقيمت في ملعب “الأول بارك” بالعاصمة السعودية الرياض قدمت عرضاً مثيراً رد على كل من ادعى أن الكالتشيو قد نضب من الإثارة.
السيناريو المثير لهذه المباراة شهد عودة مذهلة لميلان بعد تأخره 0-2 في الشوط الأول، ليقلب الطاولة في الشوط الثاني ويحقق الفوز بثلاثة أهداف متتالية. بدأ إنتر المباراة بقوة، حيث تقدم بهدفين عبر لاوتارو مارتينيز في الدقيقة 45+1 وهدف آخر من مهدي طارمي في الدقيقة 47. ومع بداية الشوط الثاني، اشتعلت المباراة بفوز ميلان “الريمونتادا” بهدفين من ثيو هيرنانديز وكريستيان بوليسيتش في الدقيقتين 52 و80، قبل أن يسجل تامي أبراهام هدف الفوز القاتل في الدقيقة 90+3.
مكاسب ميلان من الفوز بكأس السوبر الإيطالي
عقب هذا الانتصار التاريخي، حقق ميلان العديد من المكاسب التي لا تقتصر على الفوز بلقب كأس السوبر الإيطالي فقط. أبرز المكاسب كان كسر “لعنة ديربي الغضب” أمام إنتر، حيث كان الأخير قد فاز في ست مباريات متتالية على ميلان منذ يناير 2023. ميلان، الذي فاز أخيراً في سبتمبر 2024 في الدوري الإيطالي، نجح الآن في تحقيق انتصار ثانٍ على إنتر في وقت قياسي، ليعيد بناء ثقته ويستعيد هيبته.
وبهذا الانتصار، عادل ميلان عدد ألقاب كأس السوبر الإيطالي مع إنتر برصيد 8 ألقاب لكل منهما، ليقترب خطوة جديدة من يوفنتوس المتصدر بـ9 ألقاب. مع هذا، ارتفع عدد ألقاب ميلان إلى 50 بطولة في تاريخه، ليحافظ على مكانته كأحد أعرق الأندية الإيطالية.
الخطأ التكتيكي لكونسيساو: درس من الشوط الأول
سيرجيو كونسيساو، مدرب ميلان، فاجأ الجماهير في بداية المباراة بتغيير تكتيكي غير متوقع، حيث بدل مراكز لاعبيه كريستيان بوليسيتش وأليكس خيمينيز. هذه التحركات كانت تهدف إلى إيقاف تهديدات إنتر من جهة فيديريكو ديماركو، لكن سرعان ما أثبتت المباراة أن هذا التكتيك لم يكن ناجحاً تماماً. إنتر استغل الفراغات التي ظهرت على الجهة اليمنى لميلان، ليتمكن من التسجيل. ورغم هذه الأخطاء، كان كونسيساو قادراً على تعديل التكتيك بشكل رائع في الشوط الثاني، ما سمح لميلان بالعودة بقوة.
إنزاجي يخطئ في التعامل مع المباراة
أما على الجهة المقابلة، فقد كان سيموني إنزاجي، مدرب إنتر، في موقف صعب بعد إصابة ماركوس تورام، حيث اضطر إلى إدخال مهدي طارمي كمهاجم ثانٍ بجانب لاوتارو مارتينيز. ورغم أن هذه التبديلات كانت ناجحة في البداية، حيث ساهم طارمي في تسجيل الهدف الثاني، إلا أن إنزاجي فشل في استثمار الموقف بشكل أفضل بعد تقدم فريقه. بدلاً من محاولة تعزيز النتيجة، اكتفى فريقه بالدفاع والهجمات المرتدة، ما مهد الطريق لميلان للعودة في المباراة.
شخصية البطل: ميلان يعود بقوة
ومع مرور الدقائق، عاد ميلان ليُظهر شخصيته البطولية. ورغم الأخطاء التكتيكية في بداية المباراة، قام كونسيساو بتعديل التشكيل بشكل مثالي في الشوط الثاني. تغييراته، مثل إشراك رافاييل لياو وتامي أبراهام، ساعدت في خلق ضغط هجومي مستمر على دفاعات إنتر، التي عجزت عن التعامل مع سرعات اللاعبين ومهاراتهم. ميلان، بفضل هذه التعديلات، واصل هجومه وتمكن من تحويل تأخره إلى فوز دراماتيكي.
إنزاجي، من ناحيته، ارتكب خطأ فادحًا في عدم تعزيز الهجوم بعد الهدف الثاني، وفضل الدفاع والاعتماد على المرتدات فقط. هذا القرار كلف إنتر غاليًا، حيث قدم ميلان عرضاً رائعاً في الدقائق الأخيرة ليحقق فوزًا مستحقًا.
خاتمة: الكرة الإيطالية لم تمت بعد
عادت الكرة الإيطالية إلى الحياة بفضل هذه المباراة الرائعة بين ميلان وإنتر في نهائي كأس السوبر الإيطالي. لم تكن هذه مجرد مباراة، بل كانت إعلاناً عن أن الكرة الإيطالية قادرة على تقديم المتعة والإثارة حتى في أصعب اللحظات. شخصية البطل عادت لميلان تحت قيادة كونسيساو، وترك إنزاجي يعض أصابع الندم على اختياراته التكتيكية التي لم تُؤتِ ثمارها.