في مشهد طريف للغاية، شهدت مباراة فنربخشة التركي ضد ليون الفرنسي في الدوري الأوروبي على ملعب فنربخشة موقفًا غير معتاد كان بطلها المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي ظهر في لحظة ارتباك محورية قبل بدء اللقاء. وبالرغم من أنها كانت لحظة طريفة، إلا أنها سلطت الضوء على الجوانب الإنسانية في شخصية مورينيو التي عُرفت دائمًا بجمعها بين الاحترافية وروح الدعابة.
كما جاء في تقرير موقع “فوت ميركاتو”، كان مورينيو يتوجه لمصافحة بيار ساج، مدرب فريق ليون، قبل انطلاق المباراة، إلا أنه أخطأ في تحديده للشخص الذي سيصافحه، فذهب مباشرة إلى أحد مساعدي المدرب الفرنسي ظنًا منه أنه ساج. وفي لحظة لا تخلو من الطرافة، أخبره المساعد بأنّه ليس المدرب الرئيسي، وأنه لا بد له من التوجه إلى ساج. وعليه، لم يتردد مورينيو في تصحيح الموقف سريعًا، حيث توجه مباشرة إلى ساج وصافحه، ليلتقطا معًا بعض الصور التذكارية التي أضافت إلى اللقاء نكهة مرحة.
ورغم أن اللقاء كان مشحونًا بالتوترات المعتادة في مثل هذه المباريات، انتهت المباراة بالتعادل السلبي بين الفريقين، لكن هذا الموقف غير المتوقع من مورينيو منح الحضور لحظة من الفكاهة والإيجابية قبل بدء المباراة. وقد أظهر مورينيو بعد المباراة احترامًا كبيرًا لمدرب ليون وفريقه، حيث أشاد بأداء الفريق الفرنسي قائلاً: “الفريق الجيد هو الذي يمتلك مدربًا جيدًا، وليون فريق قوي جدًا”. ولم تكن هذه الكلمات سوى تأكيد على رؤية مورينيو الواضحة لأهمية القوة الجماعية والفنية في المنافسات الكبرى.
كما أن هذه الحادثة الطريفة لم تقتصر على كونها مجرد موقف كوميدي، بل أكدت على الجانب البشري لمورينيو، المدرب الذي لا يتردد في الابتسام والضحك حتى في أوقات الضغط والمواقف المحرجة. ورغم أن اللقاء انتهى بالتعادل السلبي، وهو نتيجة قد تُعتبر مخيبة لفريق فنربخشة الذي يطمح لتحقيق نتائج أفضل في المسابقة، إلا أن الحضور شاهدوا في هذه اللحظات الطريفة نوعًا من التفاعل غير المعتاد بين المدربين في أجواء غير مشحونة، وهو ما يعكس بالفعل جوًا رياضيًا نادرًا بين المدربين في مباريات كبرى.
ومن الجدير بالذكر أن مورينيو كان يأمل في تحقيق فوز مهم في هذه المباراة لتعزيز موقع فريقه في البطولة الأوروبية، خاصة مع التحديات التي تواجه فنربخشة في الدوري الأوروبي هذا الموسم. ورغم الخيبة من التعادل، إلا أن المدرب البرتغالي الذي يعشق التحدي في كل مباراة، يظل يملك القدرة على رفع المعنويات ورسم الابتسامة في أوقات الضغط، ليظل شخصية محورية في عالم كرة القدم.
وفي النهاية، تُعد هذه الواقعة إشارة إلى أن الرياضة لا تتعلق فقط بالمنافسة والمكاسب، بل أيضًا باللحظات الإنسانية التي تجمع بين اللاعبين والمدربين، وتخلق جوًا من التفاهم والاحترام المتبادل، وهو ما يجعلها أكثر من مجرد منافسات.