قدم النصر السعودي واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم بعدما حقق فوزًا عريضًا على الوصل الإماراتي برباعية نظيفة، في اللقاء الذي جمع الفريقين على استاد الأول بارك بالعاصمة الرياض، ضمن منافسات الجولة السابعة من بطولة النخبة الآسيوية. رغم أن المواجهة لم تكن حاسمة من حيث التأهل، حيث ضمن الفريقان العبور إلى دور الـ16 مسبقًا، فإنها شكلت فرصة مثالية للنصر لتعزيز موقفه في جدول ترتيب دوري الغرب، بينما استمرت معاناة الوصل الذي لم يتمكن من مجاراة قوة العالمي الهجومية.
تفاصيل المباراة.. سيطرة نصراوية وأهداف ممتعة
دخل الفريقان اللقاء بأريحية نسبية بعد حسم التأهل، لكن النصر كان أكثر جدية منذ البداية، وفرض أسلوب لعبه على أرضية الملعب، ليستغل الفرص المتاحة بأفضل شكل ممكن. سجل العالمي أربعة أهداف جاءت بأقدام علي الحسن، وكريستيانو رونالدو (هدفين)، ومحمد آل فتيل، في الدقائق 25، 44، 78، و88 على التوالي، ليؤكد تفوقه الكامل طوال مجريات اللقاء.
بهذا الفوز، رفع النصر رصيده إلى 16 نقطة، ليحتل المركز الثالث في ترتيب دوري الغرب، بفارق ثلاث نقاط فقط عن الأهلي السعودي المتصدر، فيما تجمد رصيد الوصل عند 11 نقطة في المركز الخامس.
ساديو ماني.. هل يبدأ استعادة مستواه بعد الانتقادات؟
خلال الفترة الماضية، تعرض ساديو ماني لموجة انتقادات كبيرة بسبب أدائه غير المستقر مع النصر. تراجع مستواه، وعدم تأثيره الحاسم في المباريات دفع البعض لاتهامه بأنه بات عبئًا على الفريق، بل إن بعض الجماهير طالبت برحيله في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة. ومع ذلك، جاءت مباراة الوصل لتمنح السنغالي فرصة للرد عمليًا على المشككين في قيمته الفنية.
كان ماني أحد مفاتيح اللعب المهمة للنصر خلال اللقاء، وساهم في صناعة هدفين من الأربعة التي سجلها الفريق. الأولى عندما تسبب في ركلة الجزاء التي ترجمها رونالدو بنجاح إلى هدف، والثانية عبر عرضية متقنة في الدقيقة 78، ارتقى لها الدون برأسية رائعة محرزًا الهدف الثالث للعالمي.
هذه اللمسات الحاسمة قد تكون نقطة تحول في موسم ماني مع النصر، فهل يستغل هذه الدفعة ليستعيد مستواه المعروف؟
رونالدو يواصل تحطيم الأرقام.. 923 هدفًا في مسيرته
مع كل مباراة جديدة، يثبت كريستيانو رونالدو أنه ما زال قادرًا على التألق رغم اقترابه من عامه الأربعين. النجم البرتغالي استغل لقاء الوصل ليضيف هدفين جديدين إلى سجله الحافل، رافعًا رصيد أهدافه خلال مسيرته الاحترافية إلى 923 هدفًا، وهو رقم يعكس استمراريته الاستثنائية في تسجيل الأهداف مهما كانت الظروف.
أول أهداف رونالدو جاء عبر ركلة جزاء حصل عليها النصر بعد لمسة يد على سالم العزيز، مدافع الوصل، بينما جاء الثاني برأسية نموذجية بعد عرضية متقنة من ساديو ماني، ليواصل البرتغالي إثبات أنه لا يزال اللاعب الأكثر تأثيرًا في صفوف النصر.
نظرة تكتيكية.. كيف تفوق النصر على الوصل؟
الفارق بين الفريقين في هذه المباراة لم يكن فقط على مستوى النتيجة، بل في طريقة اللعب أيضًا. النصر دخل المواجهة برغبة واضحة في الهيمنة على مجريات اللقاء، وهو ما ظهر من خلال:
1. السيطرة المطلقة على الكرة:
فرض النصر أسلوبه منذ الدقيقة الأولى، معتمدًا على تحركات رونالدو وماني في العمق والأطراف، مما جعل دفاع الوصل في حالة ارتباك دائم.
2. الاستفادة من الكرات الثابتة:
الهدف الأول جاء من ضربة جزاء حصل عليها ماني، والهدف الثالث من عرضية متقنة استغلها رونالدو برأسه، مما يؤكد أن الفريق أصبح أكثر فاعلية في هذه الجزئية.
3. الضغط العالي لاسترجاع الكرة سريعًا:
لم يمنح النصر لاعبي الوصل أي فرصة لبناء اللعب بهدوء، حيث كان الضغط القوي في منتصف الملعب سببًا في استعادة الكرة بسرعة، وهو ما جعل الهجمات تتوالى على مرمى الفريق الإماراتي.
الوصل.. مشاكل دفاعية وغياب للحلول الهجومية
على الجانب الآخر، لم يظهر الوصل بالمستوى المتوقع، خاصة في الشق الدفاعي، حيث عانى الفريق الإماراتي من غياب التنظيم والرقابة داخل منطقة الجزاء، مما سهل على النصر تسجيل أربعة أهداف دون مقاومة حقيقية.
في الوقت نفسه، لم يتمكن الهجوم من تشكيل خطورة على مرمى العالمي، باستثناء بعض المحاولات الفردية التي لم تكن كافية لإزعاج الحارس النصراوي. هذه المشكلات قد تكون مؤشرًا مقلقًا قبل دخول الفريق الأدوار الإقصائية في البطولة.
ماذا بعد هذا الفوز
بالنسبة للنصر، فإن هذا الانتصار يمنحه دفعة معنوية قوية قبل الأدوار الإقصائية، ويؤكد أن الفريق يسير في الاتجاه الصحيح تحت قيادة مدربه. ومع عودة بعض اللاعبين لمستواهم، مثل ماني، واستمرار تألق رونالدو، يبدو أن العالمي سيكون منافسًا قويًا على اللقب.
أما الوصل، فيحتاج إلى مراجعة حساباته سريعًا إذا أراد الاستمرار في المنافسة، خاصة من الناحية الدفاعية، حيث يجب على المدرب إعادة ترتيب أوراق الفريق قبل خوض المباريات الحاسمة المقبلة.
في النهاية، كان هذا اللقاء بمثابة رسالة قوية من النصر لجميع منافسيه بأنه مستعد للمنافسة بقوة في المراحل القادمة، فهل يواصل العالمي مستواه المميز ويحقق اللقب؟ الأيام القادمة ستكشف الإجابة.