في ظل الأنظار المتوجهة نحو منتخب البحرين في بطولة خليجي 26، يبرز اسم مهدي عبد الجبار كأحد الأملين الرئيسيين للجماهير البحرينية. ورغم أن مسيرته الدولية قد لا تتضمن عددًا كبيرًا من الأهداف، حيث سجل 12 هدفًا في 37 مباراة مع منتخب البحرين، إلا أن أدواره الحاسمة في المباريات الأخيرة جعلت منه نجمًا يعول عليه في قيادة منتخب “الأحمر” إلى أبعد مراحل البطولة.
البداية الكروية: خطوات ثابتة نحو القمة
وُلد مهدي عبد الجبار في الخامس والعشرين من يونيو 1991، وبدأ مشواره الكروي في نادي الاتحاد البحريني عام 2008، حيث قضى أكثر من عشر سنوات في صفوف الفريق قبل أن ينتقل إلى الطليعة العماني في تجربة احترافية لمدة عامين على سبيل الإعارة. لكن المحطة الأبرز في مسيرته كانت في نادي الرفاع الذي انتقل إليه في عام 2016، ليحقق مع الفريق ثنائية الدوري والكأس في موسم 2018-2019، مما فتح له الأبواب للانتقال إلى نادي المنامة في عام 2020.
في نادي المنامة، تألق عبد الجبار بشكل لافت، حيث سجل 42 هدفًا في ثلاثة مواسم، وبالرغم من أنه لم يحقق أي ألقاب جماعية مع الفريق، إلا أنه حصل على جائزة هداف الدوري البحريني لموسمين متتاليين، مما عزز من مكانته كأحد أفضل المهاجمين في البحرين. ومع انتقاله إلى نادي الخالدية في صيف 2023، يواصل عبد الجبار رحلة نضجه الكروي في الساحة المحلية.
مسيرة دولية مليئة بالتحديات: من التألق إلى الغياب
انتظر مهدي عبد الجبار حتى سن السادسة والعشرين ليخوض مباراته الدولية الأولى مع منتخب البحرين، وكانت هذه اللحظة بداية رحلة حافلة من التألق على الصعيد الدولي. سجل عبد الجبار أول أهدافه مع المنتخب في تصفيات كأس آسيا 2019 ضد منتخب الصين تايبيه، حيث أحرز ثنائية رائعة، ليتبعها بتسجيل هدفين آخرين ضد سنغافورة، مما ساهم في تأهل المنتخب البحريني إلى النهائيات. لكن رغم تألقه، لم يكن له مكان في تشكيلة المنتخب البحريني في البطولة الآسيوية.
وعلى الرغم من ذلك، لم يستسلم عبد الجبار، فواصل تقديم الأداء المميز على المستوى المحلي، مما جعله يعود بقوة إلى المنتخب البحريني. وكانت مشاركته في خليجي 2017 هي أولى مشاركاته في البطولة الإقليمية، لكن الحظ لم يكن حليفه، حيث سجل هدفًا بالخطأ في مرمى فريقه خلال نصف النهائي ضد منتخب عمان، ما أدى إلى خروج “الأحمر” من البطولة.
التألق في التصفيات وعودة مستحقة لخليجي 26
لم تكن مسيرة عبد الجبار الدولية خالية من التحديات، حيث تم استبعاده من التشكيلة في خليجي 2019، وهو ما فاته فرصة التتويج بأول ألقاب البحرين في بطولات الخليج. كما غاب عن نسخة خليجي 25 في البصرة، لكن مع تألقه في تصفيات كأس العالم 2026، تغيرت الأمور تمامًا. سجل هدفًا مهمًا في مرمى الإمارات في آخر مباريات التصفيات، ثم أحرز هدفين رائعين في مرمى أستراليا في مباراة الإياب من التصفيات، مما جعل مدرب البحرين الكرواتي دراغان تالاييتش يقيمه بشكل إيجابي، ليعتمد عليه في خليجي 26 التي تقام في الكويت.
يُعد خليجي 26 فرصة لعبور عبد الجبار إلى مرحلة جديدة من مسيرته الدولية، حيث ستكون هذه المرة الثانية له في بطولات الخليج بعد نسخة 2017. ومن المنتظر أن يكون المهاجم البحريني أحد العناصر الحاسمة في خطة المدرب دراغان تالاييتش، خاصة بعد أن أظهر قدرته على تسجيل الأهداف في المباريات الحاسمة.
آمال جماهير البحرين في خليجي 26
أصبح مهدي عبد الجبار الآن أمل الجماهير البحرينية في خليجي 26. فقد أثبت قدرته على التألق في اللحظات الكبيرة، ويعول عليه الجمهور في أن يكون أحد أبرز الهدافين في البطولة. الأهداف الحاسمة التي سجلها مؤخرًا، خاصة في التصفيات المونديالية، جعلت منه أحد أكثر اللاعبين انتظارًا في صفوف “الأحمر”.
إن نجاح عبد الجبار في هذه البطولة سيكون له تأثير كبير ليس فقط على مسيرته الشخصية ولكن أيضًا على تاريخ كرة القدم البحرينية، حيث يسعى المنتخب البحريني إلى تقديم أداء قوي والمنافسة على اللقب الخليجي للمرة الأولى في تاريخه.
مهمة صعبة ولكن الأمل كبير
رغم الصعوبات التي واجهها في مسيرته الدولية، إلا أن مهدي عبد الجبار يبقى أحد أفضل المهاجمين في البحرين حاليًا، ويظل أحد أبرز الأسماء في خليجي 26، حيث يأمل جمهور البحرين أن يكون هذا هو الموسم الذي يحقق فيه الفريق حلمه بالفوز باللقب الخليجي.