“أغلى الكؤوس”: تاريخ طويل من المنافسة المحتدمة
تعد مواجهات الهلال والاتحاد في “أغلى الكؤوس” من أكثر المباريات التي جذبت أنظار الجماهير السعودية على مر السنين. منذ انطلاق البطولة، كان اللقاء بين الغريمين التقليديين يكتسب طابعًا خاصًا من الإثارة والتشويق، حيث كانت المباريات تتسم بالتنافس الكبير والتوتر العالي على أرض الملعب. وتظل هذه المباريات محط اهتمام جماهير الفريقين، مما يجعل كل لقاء بينهما محطة تاريخية يتابعها الجميع بشغف.
سيكون هذا اللقاء هو الـ18 بين الفريقين في تاريخ كأس الملك، سواء كانت البطولة تحمل اسم “كأس الملك” في البداية، أو “كأس خادم الحرمين للأبطال”، وصولاً إلى التسمية الحالية “كأس خادم الحرمين الشريفين”. في الـ17 مواجهة السابقة بين الفريقين في البطولة، حقق الاتحاد التفوق بـ7 انتصارات، مقابل 6 انتصارات للهلال، بينما انتهت 4 مباريات بالتعادل. سجل الاتحاد 27 هدفًا في شباك الهلال، فيما أحرز الهلال 20 هدفًا في مبارياتهم المشتركة.
أبرز اللحظات التاريخية في المواجهات السابقة
كان أول لقاء بين الهلال والاتحاد في كأس الملك في نسخة 1964، حيث حقق الاتحاد فوزًا كبيرًا بثلاثية نظيفة في المباراة النهائية. رد الهلال في العام التالي بفوز على الاتحاد بركلات الترجيح 3-1، ليبدأ بذلك تاريخًا طويلًا من التنافس بين الفريقين.
بعد فترة طويلة من الغياب، عاد الفريقان للقاء مجددًا في ثمن نهائي نسخة 1979، حيث تعادل الفريقان 2-2 في الوقتين الأصلي والإضافي، ليحسم الاتحاد التأهل بركلات الترجيح 8-7. وتواصلت المنافسة بين الفريقين في مختلف نسخ كأس الملك، حيث شهدت البطولة مواجهات مثيرة، أبرزها نهائي 1982 الذي شهد فوز الهلال 3-1.
التنافس في العقدين الأخيرين: أحداث مثيرة وحاسمة
في عام 2008، تغيرت تسمية البطولة إلى كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، وعادت البطولة بمشاركة 8 فرق من بينها بطل كأس ولي العهد، بطل كأس الأمير فيصل بن فهد، بالإضافة إلى أفضل 6 فرق في ترتيب الدوري السعودي. في النسخة الأولى، جمع نصف النهائي الهلال والاتحاد، حيث فاز الاتحاد في مباراتي الذهاب والإياب بنتيجة 4-1 و2-1 على التوالي.
في نسخة 2010، شهدت البطولة واحدة من أكثر المباريات إثارة في تاريخ لقاءات الهلال والاتحاد، حيث توج الاتحاد باللقب بعد فوزه في ركلات الترجيح 5-4، بعد مباراة انتهت في وقتها الأصلي بالتعادل السلبي، ليحسمها الاتحاد بفضل ركلة جزاء سجلها محمد نور.
وفي 2011، التقى الفريقان في نصف نهائي كأس الملك، حيث فاز الاتحاد في مباراة الذهاب 3-0 على ملعب الهلال، قبل أن يتعادل الفريقان 1-1 في مباراة الإياب في جدة. وفي 2012، تأهل الهلال إلى نصف النهائي بعد تعادلين مع الاتحاد 2-2 في جدة و1-1 في الرياض، مستفيدًا من قاعدة الهدفين خارج الأرض.
النظام الجديد للبطولة والتأثير على التنافس
منذ إقرار النظام الجديد للبطولة في عام 2014، حيث يشارك 153 فريقًا من جميع أنحاء المملكة، شهدت المنافسة بين الهلال والاتحاد تطورات جديدة. في 2015، التقى الفريقان في نصف النهائي، حيث فاز الهلال بنتيجة 4-1. بعد سنوات من الانتظار، عاد الفريقان للقاء في كأس خادم الحرمين الشريفين في نصف النهائي لعام 2023، حيث فاز الهلال بفارق هدف ذاتي سجله أحمد حجازي قائد الاتحاد السابق في مرماه.
وفي النسخة الماضية، أكد الهلال تفوقه في هذه البطولة بالفوز على الاتحاد في نصف النهائي بنتيجة 2-1، ليواصل سيطرته على منافسه التقليدي في “أغلى الكؤوس”.
أهمية اللقاء القادم
المباراة المرتقبة بين الهلال والاتحاد في ربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين تعد بمثابة اختبار حقيقي لكلا الفريقين. ستكون الفرصة سانحة لكل منهما لتأكيد مكانته بين أندية المملكة المتفوقة في البطولة، بينما يسعى كل فريق للتقدم إلى المراحل النهائية من البطولة للمنافسة على اللقب.
ومع تاريخ طويل مليء بالذكريات، ينتظر عشاق الفريقين أن يكون هذا اللقاء واحدًا من أكثر المباريات إثارة وتشويقًا في كأس الملك، حيث لا مكان للخطأ في هذا النوع من المباريات المصيرية.