مع اقتراب الستار من الإغلاق على سوق الانتقالات الشتوية، تشهد الأندية الأوروبية سباقًا محمومًا لإتمام الصفقات الأخيرة قبل انتهاء الميركاتو. حيث تحاول الفرق تعزيز صفوفها لمواصلة المنافسة في النصف الثاني من الموسم، سواء على مستوى البطولات المحلية أو الأوروبية.
تحركات أستون فيلا: هل تنتهي الصفقات أم تستمر؟
كان نادي أستون فيلا الإنجليزي أحد أكثر الأندية نشاطًا في سوق الانتقالات الشتوية، حيث قام بإبرام عدة صفقات، لكنه قد لا يكون قد أنهى تحركاته بالكامل بعد. فبعد بيعه المهاجم الشاب جون دوران لنادي النصر السعودي، وتعزيز صفوفه بالتعاقد مع ماركوس راشفورد على سبيل الإعارة من مانشستر يونايتد، لا تزال هناك تكهنات حول احتمالية ضم مهاجم جديد لتعويض رحيل دوران.
ومن بين الأسماء المطروحة بقوة، يأتي اسم الإسباني ماركو أسينسيو، لاعب باريس سان جيرمان، حيث أشارت التقارير إلى وجود اهتمام كبير من أستون فيلا بضمه قبل انتهاء فترة الانتقالات. في الوقت ذاته، يواجه النادي الإنجليزي أزمة أخرى تتعلق بمستقبل مهاجمه الأساسي أولي واتكينز، حيث أبدى أرسنال رغبة في التعاقد معه لدعم خط هجومه في سعيه للمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
ولم يتوقف الاهتمام من قبل الأندية الكبرى عند هذا الحد، حيث أفادت تقارير أن ماتيس تيل، مهاجم بايرن ميونيخ الشاب، أصبح هدفًا لكل من أرسنال ومانشستر يونايتد، مما يضيف مزيدًا من الإثارة إلى الساعات الأخيرة من سوق الانتقالات.
مانشستر سيتي: تعزيزات كبيرة لإنقاذ الموسم
يعاني مانشستر سيتي من موسم متذبذب، حيث تعرض لعدة نتائج غير مرضية، كان أبرزها السقوط المدوي أمام أرسنال بنتيجة 5-1، مما جعل إدارة النادي تتحرك بسرعة لدعم الفريق بصفقات جديدة خلال يناير.
ولم يتردد بطل الدوري الإنجليزي الممتاز في استثمار أموال ضخمة لتعزيز تشكيلته، حيث أنفق حوالي 150 مليون دولار على ضم ثلاثة لاعبين جدد. فقد نجح السيتي في التعاقد مع المصري عمر مرموش من آينتراخت فرانكفورت مقابل 73 مليون دولار، إلى جانب ضم المدافعين عبد القادر خوسانوف من لانس الفرنسي، وفيتور رييس مقابل 77 مليون دولار.
ورغم هذه التعزيزات، تبدو مهمة الفريق في تحقيق لقب الدوري للمرة الخامسة على التوالي صعبة، خاصة مع تألق ليفربول وأرسنال هذا الموسم. كما أن قرعة دوري أبطال أوروبا لم تكن رحيمة بالسيتي، حيث وضعته في مواجهة صعبة أمام ريال مدريد في دور الـ16، ما يجعل الموسم الحالي اختبارًا حقيقيًا لقدرة الفريق على استعادة مستواه المعهود.
باريس سان جيرمان يعود إلى الصفقات الكبرى
بعد فترة من التوجه نحو الاستثمار في المواهب الشابة، يبدو أن باريس سان جيرمان قرر العودة إلى الصفقات الضخمة. فالنادي الفرنسي الذي شهد رحيل نجومه الكبار مثل ليونيل ميسي ونيمار وكيليان مبابي، بدأ في البحث عن أسماء جديدة لإعادة هيبة الفريق على الساحة الأوروبية.
وكان أبرز تحركات الفريق في الميركاتو الشتوي التعاقد مع النجم الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا من نابولي الإيطالي، في صفقة قدرت بنحو 72 مليون دولار. ويعد كفاراتسخيليا واحدًا من أكثر المواهب المطلوبة في أوروبا حاليًا، بفضل أسلوبه المميز في المراوغة وقدرته على تسجيل وصناعة الأهداف، وهو ما يجعله إضافة قوية لمشروع النادي الباريسي الجديد.
وفي الوقت نفسه، قام باريس سان جيرمان بالاستغناء عن بعض لاعبيه، حيث انتقل المهاجم الفرنسي راندل كولو مواني إلى يوفنتوس على سبيل الإعارة، بينما رحل المدافع السلوفاكي ميلان سكرينيار إلى فناربخشة التركي، في خطوة تعكس استمرار إعادة الهيكلة داخل الفريق.
الميركاتو السعودي: تعثرات رغم التعاقدات الكبرى
رغم الطفرة الكبيرة التي شهدتها كرة القدم السعودية في سوق الانتقالات خلال العامين الماضيين، إلا أن فترة الانتقالات الشتوية الحالية لم تكن بنفس الزخم. فقد شهدت مغادرة بعض الأسماء البارزة، على رأسهم البرازيلي نيمار، الذي أنهى عقده مع الهلال السعودي ليعود إلى ناديه السابق سانتوس، بعد تجربة لم تدم طويلًا بسبب الإصابة التي تعرض لها في بداية الموسم.
وكان نيمار أحد الأسماء اللامعة التي استقطبتها الأندية السعودية خلال صيف 2023، إلى جانب كريستيانو رونالدو، كريم بنزيمة، ونغولو كانتي. إلا أن مسيرته مع الهلال لم تكن موفقة، حيث شارك في سبع مباريات فقط قبل أن يتعرض لإصابة أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة، ما أدى في النهاية إلى فسخ عقده بالتراضي.
كما شهد الميركاتو السعودي مغادرة أسماء أخرى مثل جوردان هندرسون، الذي ترك الاتفاق بعد ستة أشهر فقط من انضمامه، لينتقل إلى أياكس الهولندي، في حين رحل البرتغالي جوتا عن الاتحاد متجهًا إلى رين الفرنسي، قبل أن ينتقل مرة أخرى إلى سيلتيك الاسكتلندي خلال الانتقالات الحالية.
ورغم هذه المغادرات، لا تزال الأندية السعودية قادرة على استقطاب نجوم عالميين، حيث نجح النصر في ضم المهاجم الكولومبي جون دوران من أستون فيلا مقابل 80 مليون دولار، ليكون إلى جانب رونالدو في خط هجوم الفريق.
كما تزداد التكهنات حول مستقبل المصري محمد صلاح، حيث أشارت عدة تقارير إلى إمكانية رحيله عن ليفربول بنهاية الموسم الحالي، مع وجود اهتمام كبير من أندية الدوري السعودي بضمه في صفقة قياسية قد تصبح الأكبر في تاريخ كرة القدم الآسيوية.
اللحظات الأخيرة قد تحمل مفاجآت
مع اقتراب موعد إغلاق سوق الانتقالات الشتوية، لا تزال هناك بعض الصفقات التي قد تتم في اللحظات الأخيرة، حيث تواصل الأندية البحث عن التدعيمات التي تحتاجها لتعزيز فرصها في المنافسة.
ويبقى السؤال الأبرز: هل سنشهد مفاجآت مدوية في الساعات الأخيرة من الميركاتو؟ وهل تتمكن الأندية من إتمام صفقات كبيرة تغير موازين المنافسات المحلية والأوروبية؟ الإجابة ستكون خلال الساعات القليلة القادمة، حيث تترقب جماهير كرة القدم حول العالم ما ستسفر عنه تحركات الأندية في الدقائق الأخيرة قبل إسدال الستار على الميركاتو الشتوي.