النصر بين الاستقرار الإداري والتطلعات الكبرى
يعيش نادي النصر السعودي مرحلة حساسة مليئة بالتحديات، بعد سلسلة من التغييرات الإدارية التي جاءت على رأسها تعيين ماجد الجمعان رئيسًا تنفيذيًا لشركة النادي، خلفًا للإيطالي جويدو فينجا. هذه التعديلات أثارت العديد من التساؤلات حول مستقبل النادي، لا سيما في ظل تراكم الأزمات الإدارية على مدار السنوات الماضية.
أزمة الاستقرار الإداري: مفتاح التراجع
كشف الإعلامي الرياضي عيسى المسمار خلال مشاركته في برنامج “المنتصف” عن عمق الأزمة الإدارية التي يعاني منها النصر، مشيرًا إلى أن المشكلة الأساسية لا تقتصر على أداء الأفراد، بل تكمن في غياب الاستقرار الإداري.
“لو بقي سعود آل سويلم رئيسًا للنصر، لكان النادي ينافس على كأس العالم للأندية. لقد صنع فريقًا جبارًا في موسم واحد فقط. لكن خلال آخر 10 سنوات، شهد النادي تعيين 6 رؤساء بمعدل رئيس كل سنة ونصف، مقارنة بالهلال الذي يديره فهد بن نافل منذ 6 سنوات كنموذج ناجح للاستقرار الإداري.”
الجمعان.. آمال وتحديات في الإدارة التنفيذية
يُعد تعيين ماجد الجمعان رئيسًا تنفيذيًا خطوة لافتة، كونه يمتلك خبرة مزدوجة كلاعب كرة قدم سابق وكإداري في مجالات متعددة. لكن التحدي الحقيقي الذي يواجه الجمعان هو قدرته على فرض قراراته وسط احتمالية وجود معارضة داخلية.
“أتمنى ألا يتكرر مع الجمعان ما حدث مع إبراهيم المهيدب، الذي استقال من رئاسة المؤسسة غير الربحية بالنادي، مشيرًا إلى أنه لا يستطيع العمل في ظل وجود إدارتين متصارعتين.”
أداء النصر على المستطيل الأخضر
على صعيد النتائج، يحتل النصر المركز الرابع في دوري روشن السعودي برصيد 25 نقطة من 13 مباراة، متأخرًا بفارق 11 نقطة عن الاتحاد المتصدر. كما ودع الفريق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين من دور الـ16، وهو ما زاد من إحباط الجماهير، التي ترى أن الفريق لا يقدم الأداء المنتظر بالنظر إلى حجم الإنفاق الكبير والنجوم المتواجدين في صفوفه.
النظرة المستقبلية: هل يتحقق الاستقرار؟
بين الآمال والطموحات، يُنتظر أن يلعب ماجد الجمعان دورًا محوريًا في قيادة النصر نحو تحقيق الاستقرار الإداري المطلوب. التحدي الأكبر أمامه هو بناء منظومة إدارية متماسكة، قادرة على تجاوز الصراعات الداخلية التي أثرت على مسيرة النادي خلال السنوات الماضية.
ختامًا
ورغم أن الطريق يبدو مليئًا بالعقبات، فإن التجارب السابقة تُظهر أن الحل يكمن في استمرارية العمل والتعاون بين كافة مكونات النادي. فهل سيكون الجمعان قادرًا على قيادة النصر نحو مستقبل أكثر إشراقًا؟ الأيام وحدها ستكشف الإجابة.