في مشهد غير تقليدي داخل استاد جيويس، شهدت مباراة أتالانتا ضد برشلونة في الجولة الثامنة من دوري أبطال أوروبا يوم الأربعاء الماضي، تصرفًا لافتًا من جماهير الفريق الإيطالي، حيث أظهروا سخرية لاذعة من الوضع المالي الذي يعيشه النادي الكتالوني في ظل الأزمات الاقتصادية التي مر بها، وذلك عبر رفع لافتة مكتوبًا عليها: “ديون، ائتمانات وضمانات”.
كان ذلك بمثابة رسالة صريحة وساخرة من جماهير أتالانتا تجاه الأوضاع المالية التي يعاني منها برشلونة تحت قيادة خوان لابورتا رئيس النادي، وتراكم الديون التي أثرت على النادي في السنوات الأخيرة. اللافتة لم تكن مجرد تعليق عابر بل كانت تعبيرًا عن الاستياء العميق لدى جماهير أتالانتا من وضع برشلونة المالي، حيث تعتبر هذه الأزمة واحدة من أكثر القضايا المزعجة التي تؤرق مشجعي النادي الكتالوني في الوقت الراهن.
السخرية من الأوضاع المالية لبرشلونة: كيف أثرت الأزمة المالية على نتائج الفريق؟
لطالما كانت الأزمة المالية لبرشلونة محط اهتمام الجميع، سواء من وسائل الإعلام أو الجماهير. ومنذ تولي خوان لابورتا رئاسة النادي في 2021، كان عليه أن يواجه تحديات كبيرة لإنقاذ النادي من الأزمات المالية التي ورثها من الإدارات السابقة. وتعتبر الأزمة المالية الحالية من أكبر الأزمات التي مر بها النادي الكتالوني في تاريخه، خاصة مع تراكم الديون وتراجع الإيرادات، مما أدى إلى تأثير ذلك بشكل واضح على مستوى الفريق في المسابقات المحلية والدولية.
من بين الإجراءات التي اتخذها لابورتا لتخفيف حدة الأزمة، كانت بيع الأصول والممتلكات العائدة للنادي، مثل حقوق البث التلفزيوني، وعقارات النادي الرياضية، وكذلك التقليص من أجور اللاعبين وتحويل العقود لتقليص التكاليف. ولكن رغم كل هذه المحاولات، لم يكن الوضع المالي لبرشلونة أفضل، بل ظل يعاني من الديون الكبيرة، وهو ما أثر بشكل مباشر على قدرة النادي على التعاقد مع لاعبين جدد وتحسين الأداء الفني في مختلف البطولات.
الجدير بالذكر أن هذه الأزمة المالية، والتي ظهرت بوضوح في موسم 2023-2024، كانت تزامنًا مع تراجع أداء الفريق في دوري أبطال أوروبا، حيث فشل برشلونة في تجاوز مرحلة المجموعات للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، ما أدى إلى خروج الفريق من المسابقة القارية مبكرًا، وهو ما زاد من حدة الانتقادات للإدارة والجهاز الفني.
إشارة ساخرة من جماهير أتالانتا: الرسالة واضحة من المدرجات
في مباراة أتالانتا ضد برشلونة، قررت جماهير الفريق الإيطالي أن ترفع لافتة ضخمة في المدرجات تضمنت عبارة “ديون، ائتمانات وضمانات”، لتسخر بشكل علني من الوضع المالي الذي يعاني منه النادي الكتالوني. وتعد هذه اللافتة بمثابة رسالة رمزية للتهكم على أزمة الديون المتزايدة في برشلونة، في وقت يعيش فيه النادي أزمة مستمرة في محاولاته لإصلاح وضعه المالي وتحقيق النجاح على الصعيد الرياضي.
وكانت اللافتة بمثابة تصعيد لمشاعر الاستياء لدى جماهير أتالانتا الذين استخدموا هذه الوسيلة للتعبير عن معاناتهم من الوضع الذي يعيشه برشلونة. وتعكس هذه اللافتة حجم السخرية التي يكنها جمهور أتالانتا للنادي الكتالوني الذي يمر بمرحلة صعبة بعد سنوات طويلة من النجاح والهيمنة على الساحة الأوروبية.
تُظهر هذه الحادثة أيضًا كيف أصبحت أزمة برشلونة المالية محل سخرية وانتقاد من الأندية المنافسة، حتى تلك التي ليس لها علاقة مباشرة بالنادي الكتالوني. وفي وقت يقف فيه برشلونة على حافة أزمة اقتصادية حادة، كان رفع اللافتة بمثابة تذكير علني لجميع جماهير كرة القدم بأن الأندية الكبرى مثل برشلونة ليست محصنة ضد الأزمات المالية.
تحديات إضافية في دوري أبطال أوروبا: برشلونة يواجه الضغوط
منذ بداية دوري أبطال أوروبا 2023-2024، كان برشلونة يُعتبر من بين الأندية التي تملك طموحات كبيرة في المنافسة على اللقب القاري، ولكن مع مرور الوقت، ظهرت الكثير من العوامل التي أثرت على آمال الفريق في تحقيق هذا الهدف. بداية من الأزمة المالية التي تؤثر على النادي بشكل واضح، إلى غياب الاستقرار الفني بسبب تغييرات مستمرة في تشكيلات المدربين والمشاكل في خط الدفاع والهجوم، لم يتمكن الفريق من أن يقدم أداءً ثابتًا على المستوى القاري.
في الجولة الأخيرة من مرحلة المجموعات في دوري أبطال أوروبا، فشل برشلونة في التأهل إلى دور الـ16 بشكل مباشر، واضطر لملاقاة ملحق دوري الأبطال، وهو ما يعني المزيد من الضغط على الفريق للتقدم في المسابقة وتحقيق النجاح. هذا التحدي الإضافي سيزيد من صعوبة الوضع بالنسبة لبرشلونة، خاصة إذا ما استمر الوضع المالي في التأثير على القرارات الرياضية داخل النادي.
أزمة برشلونة المالية: إلى أين يتجه النادي؟
على الرغم من إجراءات التقشف التي فرضها لابورتا على برشلونة، يبقى الوضع المالي للنادي في مأزق. ورغم محاولات الإدارة في تخفيض الديون، بما في ذلك بيع الأصول، إلا أن النادي يظل في حاجة إلى استراتيجيات أخرى لتحسين وضعه. وتزداد الضغوط على إدارة برشلونة بعد سقوط الفريق في دوري الأبطال، وهو ما يضعها أمام تحديّين: الأول، ضرورة تعزيز صفوف الفريق في الشتاء، والثاني، إعادة الاستقرار المالي عبر تحسين الأداء الرياضي.
بالنظر إلى الديون المتراكمة والتحديات المالية الكبيرة، قد تكون النتائج الرياضية هي الحل الوحيد لاستعادة الثقة داخل النادي، حيث يرى الكثيرون أن الفوز بالألقاب والعودة للمنافسة على البطولات القارية يمكن أن يكون بمثابة الدواء للأزمات المالية التي يمر بها الفريق.