يواصل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو جذب الأنظار حتى وهو بعيد عن أضواء الكرة الأوروبية، فمع احتفاله بعيد ميلاده الأربعين، كانت هناك مفاجأة غير متوقعة بانتظاره، لكنها سرعان ما تحولت إلى جدل عالمي جديد! حيث شهدت مدينة نيويورك الكشف عن تمثال برونزي ضخم لرونالدو، لكن بدلاً من أن يكون تكريمًا رائعًا لمسيرته الحافلة، أثار موجة واسعة من التعليقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
هدية إيطالية تحتل قلب نيويورك.. لكن أين رونالدو؟
في الخامس من فبراير 2025، وهو اليوم الذي بلغ فيه كريستيانو رونالدو عامه الأربعين، أزيح الستار عن تمثال جديد له في ساحة “تايمز سكوير” الشهيرة بمدينة نيويورك، وسط حضور جماهيري كبير. التمثال، الذي بلغ ارتفاعه 12 قدمًا، كان بمثابة تكريم لمسيرته الاستثنائية وتأثيره الكبير على كرة القدم العالمية، وكذلك دوره كنموذج للإلهام والعمل الجاد.
لكن المفارقة أن رونالدو لم يكن متواجدًا هناك للاحتفال بتمثاله الجديد، حيث كان منشغلًا مع فريقه النصر السعودي في تحضيراته لمباراة مهمة ضد الأهلي في دوري روشن. وبينما كانت الجماهير تهتف باسمه في نيويورك، كان “الدون” في الرياض يستعد لمواصلة مغامرته في الدوري السعودي، بعيدًا تمامًا عن الحدث الذي صنع الجدل حول العالم.
تمثال جديد.. ولكن الجدل قديم!
لم يكن هذا التمثال هو الأول الذي يثير الجدل حول تجسيد كريستيانو رونالدو، فذاكرة عشاق كرة القدم لا تزال تحتفظ بالموقف الذي حدث عام 2017 عندما تم الكشف عن تمثال آخر له في مطار ماديرا بالبرتغال، حيث تعرض حينها لانتقادات واسعة بسبب عدم تطابق ملامحه مع النجم البرتغالي، مما دفع المسؤولين إلى تعديله لاحقًا.
هذه المرة، يبدو أن الجدل عاد بقوة، إذ لم يكن الجميع سعداء بالعمل الفني الجديد، حيث شبّه البعض التمثال بشخصيات سلاحف النينجا بسبب شكل الرأس والبنية العضلية المبالغ فيها، فيما رأى آخرون أن النحات ركّز على التفاصيل بدرجة جعلته يبدو مختلفًا تمامًا عن شكل رونالدو الحقيقي.
النحات الإيطالي يدافع عن تحفته الفنية
بعد تصاعد الانتقادات، خرج النحات الإيطالي سيرجيو فورناري، وهو صاحب فكرة وتصميم التمثال، للدفاع عن عمله مؤكدًا أن الفكرة لم تكن مجرد إعادة إنتاج دقيق لملامح رونالدو، بل كانت تهدف إلى تجسيد روحه التنافسية وقوته كشخصية رياضية ملهمة.
وقال فورناري في تصريحات صحفية: لم يكن هدفي أن أقدم نسخة طبق الأصل من وجه رونالدو، بل أردت أن أعكس شخصيته الاستثنائية، قوته، وإرادته الصلبة. الألوان البرونزية التي استخدمتها مع لمسات ذهبية وخضراء جاءت لتعكس ألوان علم البرتغال، في إشارة إلى إرثه الوطني.
رد فعل رونالدو.. صمت يثير التساؤلات!
وسط هذا الجدل الواسع، كان الجميع ينتظر تعليق كريستيانو رونالدو على تمثاله الجديد، لكن المفاجأة أنه لم يُبدِ أي رد فعل، سواء عبر حساباته الرسمية أو في تصريحاته الصحفية. هذا الصمت فتح الباب أمام التكهنات، فهل لم يعجبه التمثال وفضّل تجاهله؟ أم أنه ببساطة غير مهتم بكل هذه الضجة؟
في الواقع، يبدو أن تركيز رونالدو ينصب بالكامل على مشواره في دوري روشن السعودي مع نادي النصر، حيث ينتظره لقاء مرتقب أمام الأهلي يوم الخميس المقبل، في مباراة قد تحدد بشكل كبير شكل المنافسة على اللقب هذا الموسم.
رونالدو يواصل مشواره مع النصر وتجديد العقد يقترب
في ظل انشغال الجماهير بالجدل الدائر حول التمثال، كانت هناك أخبار أخرى أكثر أهمية تتعلق بمستقبل رونالدو مع ناديه الحالي النصر. حيث كشفت تقارير أن النجم البرتغالي توصل إلى اتفاق مبدئي مع إدارة النادي لتجديد عقده الذي ينتهي بنهاية الموسم الجاري لموسم إضافي، ليستمر في قيادة العالمي حتى 2026 على الأقل.
هذا القرار يعكس ارتياح رونالدو للحياة في السعودية ورغبته في استكمال مسيرته هناك، خاصة أنه لا يزال يقدم مستويات رائعة رغم تقدمه في العمر، حيث يُعد أحد أبرز نجوم دوري روشن ويواصل تسجيل الأهداف وصناعة الفارق في المباريات الكبرى.
تمثال جديد.. ولكن الأسطورة مستمرة!
رغم كل الجدل حول التمثال، إلا أن الحقيقة التي لا جدال فيها هي أن كريستيانو رونالدو يظل أحد أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم، وإنجازاته تتحدث عنه أكثر من أي عمل فني يمكن نحته. سواء كان التمثال الجديد يُشبهه أم لا، فإن تأثير الدون على كرة القدم سيظل خالدًا، وسجله الحافل سيظل أكبر شاهد على أسطورته.
وفي النهاية، ربما يكون التمثال قد فشل في إرضاء الجماهير، لكن الأكيد أن رونالدو نفسه لا يحتاج إلى تماثيل لتخليد اسمه، فهو لا يزال يكتب التاريخ بنفسه على أرض الملعب!
