أعلن الاتحاد البلجيكي لكرة القدم اليوم الجمعة قرارًا مفاجئًا بإقالة المدرب الإيطالي دومينيكو تيديسكو من منصبه كمدير فني للمنتخب الوطني البلجيكي، المعروف بلقب “الشياطين الحمر”. وجاء هذا القرار بعد أقل من عام على تولي تيديسكو المهمة، في خطوة أثارت تساؤلات حول مستقبل المنتخب البلجيكي ومسار البحث عن بديل يليق بمكانة الفريق.
إقالة رسمية: بيان الاتحاد البلجيكي
في بيان رسمي، أوضح الاتحاد البلجيكي أسباب هذا القرار، قائلاً: “بعد تقييم مفصل للأداء والمستوى العام للفريق خلال الفترة الماضية، قررت اللجنة الرياضية في الاتحاد البلجيكي إنهاء التعاقد مع المدرب الوطني دومينيكو تيديسكو. وقد وافق مجلس الإدارة على هذا القرار، وبدأ البحث رسميًا عن خليفة له لقيادة المنتخب في الفترة المقبلة”.
وأضاف البيان: “نود أن نشكر المدرب دومينيكو تيديسكو وفريقه الفني على التعاون والعمل الجاد والتفاني الذي أظهروه خلال فترة عملهم مع المنتخب. نتمنى لهم التوفيق في مسيرتهم المستقبلية”.
محطة قصيرة غير ناجحة لتيديسكو
تولى دومينيكو تيديسكو قيادة المنتخب البلجيكي في فبراير 2023، خلفًا للإسباني روبرتو مارتينيز الذي غادر بعد مونديال قطر 2022. وعلى الرغم من الآمال الكبيرة التي عُلقت على المدرب الإيطالي الشاب، لم يتمكن من تحقيق النجاح المنشود مع المنتخب.
شهدت فترة تيديسكو إخفاقات عدة على الصعيدين التكتيكي والنتائجي، مما دفع الاتحاد البلجيكي إلى إعادة تقييم مستقبله، خاصة مع اقتراب بطولات هامة كتصفيات كأس العالم وبطولة الأمم الأوروبية.
أسباب القرار: أداء متذبذب ومستقبل غامض
كان الأداء المتذبذب للمنتخب البلجيكي تحت قيادة تيديسكو أحد الأسباب الرئيسية وراء اتخاذ قرار الإقالة. وعلى الرغم من امتلاك المنتخب مجموعة من أفضل اللاعبين في العالم، مثل كيفن دي بروين، تيبو كورتوا، وروميلو لوكاكو، إلا أن الفريق لم يظهر بالشكل المتوقع.
الاتحاد البلجيكي بدا واضحًا في طموحاته، إذ يهدف إلى استعادة بريق الفريق الذي تألق في كأس العالم 2018 وحصد المركز الثالث. ومع تراجع الأداء في الفترة الأخيرة، كان لابد من إجراء تغيير جذري.
خليفة تيديسكو: تيري هنري على الطاولة
مع الإعلان عن إقالة تيديسكو، بدأت التكهنات حول هوية المدرب الجديد للمنتخب البلجيكي. وأكدت تقارير إعلامية أن أسطورة كرة القدم الفرنسية تيري هنري يُعتبر أحد أبرز المرشحين لتولي المنصب.
هنري ليس غريبًا على المنتخب البلجيكي، فقد عمل كمساعد مدرب خلال فترة قيادة روبرتو مارتينيز، وساهم في صقل مهارات العديد من اللاعبين. يعتقد البعض أن هنري يمتلك القدرة على تحقيق التوازن بين التجديد والخبرة، خاصة أنه يحظى بثقة اللاعبين واحترامهم.
خيارات أخرى مطروحة
إلى جانب تيري هنري، يدرس الاتحاد البلجيكي عدة أسماء أخرى ذات خبرة في مجال التدريب. وتضم قائمة المرشحين مدربين سبق لهم العمل في الدوريات الأوروبية الكبرى، مما يشير إلى رغبة الاتحاد في التعاقد مع مدرب يمكنه تحقيق نتائج ملموسة على المدى القريب.
التحديات القادمة لمنتخب بلجيكا
بعد إقالة تيديسكو، يجد المنتخب البلجيكي نفسه أمام تحديات كبيرة. الفريق بحاجة إلى استعادة ثقة جماهيره وتحقيق أداء يليق بسمعته كأحد أبرز المنتخبات الأوروبية. وسيكون المدرب الجديد مطالبًا بتقديم رؤية واضحة واستراتيجية تعيد الفريق إلى مساره الصحيح.
مع اقتراب تصفيات كأس العالم 2026، سيكون أمام المدرب الجديد مهمة صعبة تتمثل في إعداد الفريق فنيًا ونفسيًا للتحديات القادمة. بالإضافة إلى ذلك، يحتاج المنتخب إلى تطوير اللاعبين الشباب لضمان استمرارية النجاح في السنوات المقبلة.
خاتمة: بداية جديدة للشياطين الحمر؟
قرار إقالة دومينيكو تيديسكو يُمثل لحظة فارقة في تاريخ المنتخب البلجيكي. وعلى الرغم من صعوبة القرار، يبدو أن الاتحاد البلجيكي يراهن على التغيير لإعادة إحياء الفريق. الآن، يبقى السؤال الأهم: هل سيكون تيري هنري هو الرجل المناسب للمرحلة القادمة، أم أن الاتحاد سيختار وجهة تدريبية جديدة تمامًا؟ الأيام القادمة ستكشف عن الإجابة.