تعرض ريال مدريد لانتقادات حادة بعد الهزيمة الثقيلة 5-2 أمام برشلونة في نهائي كأس السوبر الإسباني الذي أقيم في جدة، مما جعل النادي الملكي في مأزق كبير. مع تطور الأحداث، بدأ الحديث عن الإصلاحات المطلوبة في الفريق إذا كان ريال مدريد يرغب في الحفاظ على مكانته كأحد الأندية الكبرى في أوروبا. وبتزامن هذه الانتقادات، ظهر بيديا مياتوفيتش، اللاعب السابق والمدير الرياضي الأسبق للنادي، ليقدم رؤية شاملة عن كيفية معالجة الوضع الحالي للنادي.
مياتوفيتش، الذي ارتدى قميص ريال مدريد خلال الفترة من 1996 إلى 1999، وعمل مديرًا لكرة القدم في النادي بين عامي 2006 و2009، يدرك تمامًا التحديات التي يواجهها الفريق في الوقت الراهن. في مقابلة صحفية مع صحيفة “ماركا”، قدم مياتوفيتش خطة من خمس خطوات لمساعدة ريال مدريد على تجاوز هذه المرحلة الصعبة وتحقيق النجاح في المستقبل.
1- تدعيم مركزي الظهير الأيمن والأيسر: معالجة الثغرات الدفاعية
يعتبر مياتوفيتش أن أحد أكبر التحديات التي يواجهها ريال مدريد في الوقت الحالي هو الثغرات الواضحة في مركزي الظهير الأيمن والأيسر. بالنظر إلى سجل النادي الكبير في هذه المراكز، حيث كان يملك لاعبين أساطير في هذه المواقع، إلا أن الأمور اختلفت الآن مع وجود لوكاس فاسكيز وفيرلان ميندي اللذين لم يقدموا الأداء المطلوب. وبسبب تراجع مستوى اللاعبين الحاليين، يرى مياتوفيتش أنه من الضروري تدعيم هذه المراكز بلاعبين جدد قادرين على تقديم الإضافة الدفاعية والهجومية على حد سواء. إذا كان ريال مدريد يرغب في العودة للهيمنة على الليغا ودوري أبطال أوروبا، يجب عليه أن يعزز خطوطه الدفاعية بشكل ملحوظ.
2- البحث عن خليفة لتوني كروس ولوكا مودريتش: الانتقال إلى عصر جديد في خط الوسط
على مدار سنوات، كان توني كروس ولوكا مودريتش يمثلان العمود الفقري في خط وسط ريال مدريد، ولكن مع تقدم كلا اللاعبين في العمر، أصبحت حاجة النادي لاستقطاب بدائل لهما أكثر إلحاحًا. رحيل كروس المتوقع في نهاية الموسم الحالي، ومودريتش الذي بلغ 39 عامًا، يفرض على ريال مدريد ضرورة البحث عن لاعبين جدد يستطيعون أن يسيروا على خطى هؤلاء العمالقة في الوسط. هذه خطوة أساسية بالنسبة لـ مياتوفيتش، الذي يرى أن على النادي التوجه إلى سوق الانتقالات للبحث عن لاعبين شبيهيّن لهذين النجمين، على أن يكون لديهم قدرة على القيادة والتأثير في المباراة كما كان يفعل كروس ومودريتش سابقًا.
3- ضرورة التعاقد مع قلب دفاع جديد: تعزيز صلابة الخط الخلفي
في الوقت الذي يعاني فيه ريال مدريد من مشاكل في دفاعه بسبب الإصابات المتكررة للاعبين مثل ديفيد ألابا وإيدير ميليتاو، يرى مياتوفيتش أنه حان الوقت لتدعيم الخط الخلفي بلاعب قلب دفاع قوي. حتى الآن، يعتمد الفريق على أنطونيو روديغر كأحد الأركان الأساسية، في حين أن الاعتماد على أوريلين تشواميني في الدفاع لم يُثبت فعاليته بشكل كامل. تكرار الإصابات وضعف الثقة في بعض المدافعين الشبان يفرض على ريال مدريد البحث عن لاعب قادر على سد هذه الثغرات وتعزيز القوة الدفاعية للفريق.
4- تشواميني غير مقنع حتى الآن: ضرورة التقييم النهائي لمستقبله
رغم أن تشواميني جاء إلى ريال مدريد في صفقة ضخمة تقدر بـ 80 مليون يورو قادمًا من موناكو، إلا أن مياتوفيتش يعرب عن قلقه بشأن مستواه. لم يقدم اللاعب الشاب الأداء المنتظر منه سواء في الوسط أو في الدفاع. وبالنسبة لـ مياتوفيتش، قد يكون من الأفضل النظر في بيع تشواميني في المستقبل، خاصةً إذا لم يظهر تحسنًا ملحوظًا في مستواه. يوفر بيع تشواميني فرصة للنادي لتوفير سيولة مالية يمكن استثمارها في تدعيم مراكز أخرى أكثر أهمية.
5- منح الثقة لأنشيلوتي حتى نهاية الموسم: الاستقرار الفني هو الأولوية
إلى جانب كل التحليلات الفنية التي قدمها مياتوفيتش، شدد على ضرورة الاستمرار في دعم المدرب كارلو أنشيلوتي حتى نهاية الموسم، بغض النظر عن النتيجة التي سيحققها الفريق في البطولات المحلية والقارية. رغم أن ريال مدريد يعاني في الوقت الحالي من تراجع في النتائج، يرى مياتوفيتش أن أنشيلوتي يمتلك الخبرة والكفاءة اللازمة لتصحيح الأوضاع، حيث يعتبر أن التغيير في منتصف الموسم سيكون قرارًا متسرعًا. من المهم أن يتم منح أنشيلوتي الثقة الكاملة من قبل الإدارة حتى نهاية الموسم، وإذا لم تُحقق النتائج المرجوة، يمكن اتخاذ قرار بشأن مستقبله.
تشابي ألونسو والعودة المنتظرة: في حال استمرار التراجع
رغم تأكيده على ضرورة منح الثقة لـ أنشيلوتي، لم يغفل مياتوفيتش الحديث عن تشابي ألونسو كأحد الأسماء الكبيرة التي قد تُعتبر مرشحًا قويًا لتدريب ريال مدريد في المستقبل. فقد أبدع ألونسو كمدرب مع باير ليفركوزن، وتمكن من قيادته للتتويج بلقب الدوري الألماني لأول مرة في تاريخ النادي الموسم الماضي. ومع تراجع أنشيلوتي المتوقع بسبب تقدمه في العمر، قد يُنظر إلى ألونسو كخليفة محتمل لـ أنشيلوتي في موسم 2025-2026.
خاتمة: هل ستأخذ إدارة ريال مدريد نصائح مياتوفيتش بعين الاعتبار؟
قد تكون الروشتة التي قدمها مياتوفيتش هي الطريق الأمثل لإعادة بناء ريال مدريد. ولكن تنفيذ هذه الخطة يعتمد بشكل كبير على قدرة الإدارة على اتخاذ قرارات حاسمة وسريعة. إذ يجب على النادي الاستجابة للاحتياجات الفورية وإجراء التغييرات اللازمة في المراكز الحيوية، بينما يكون التوجه نحو تجديد الدماء في خط الوسط والدفاع أمرًا بالغ الأهمية. ريال مدريد قد يكون في مفترق طرق، ولكن في حال التزام النادي بهذه الخطوات، قد يعود ليكون الفريق القوي الذي كان عليه في الماضي.
