لا تزال العنصرية في الملاعب الإسبانية وصمة تؤرق كرة القدم، حيث تعرض أليخاندرو بالدي، لاعب برشلونة الشاب، لهتافات عنصرية خلال مباراة فريقه ضد خيتافي في الجولة الـ20 من الدوري الإسباني. الحادثة تسلط الضوء مجددًا على هذه الآفة المتفشية التي ترفض أن تغيب عن ملاعب “الليجا”.
ما الذي حدث مع بالدي؟
في مباراة انتهت بتعادل محبط لبرشلونة بنتيجة 1-1 مع خيتافي، كان الحديث بعد المباراة يدور حول الإهانات العنصرية التي تلقاها أليخاندرو بالدي. اللاعب البالغ من العمر 20 عامًا خرج عن صمته وأكد في تصريحات لشبكة “موفيستار” تعرضه لإساءات عنصرية خلال الشوط الأول.
بالدي قال بوضوح: “تلقيت اليوم هتافات عنصرية وكان علي أن أقول ذلك. لا يمكن أن يستمر هذا الأمر. سمعتها خلال الشوط الأول وأبلغت الحكم، الذي قام بتفعيل البروتوكول الخاص بهذه الحالات.”
إدانة العنصرية.. لكن المشكلة مستمرة
بالدي لم يكشف عن تفاصيل الهتافات التي تعرض لها، لكنه بدا غاضبًا ومحبطًا من هذه التجربة التي جاءت في وقت يسعى فيه لتقديم أفضل مستوياته مع برشلونة. هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في الدوري الإسباني، حيث شهدت الليجا العديد من المواقف المشابهة التي استهدفت لاعبين بسبب لون بشرتهم أو أصولهم.
أحد أبرز الأمثلة كان ما حدث مع فينيسيوس جونيور، نجم ريال مدريد، الذي تعرض لهتافات عنصرية في مناسبات عدة. على الرغم من الجهود المبذولة من قبل الاتحاد الإسباني لكرة القدم ورابطة “الليجا”، إلا أن المشكلة تبدو بعيدة عن الحل.
ردود الأفعال والإجراءات
تصريحات بالدي دفعت الجماهير ووسائل الإعلام إلى تسليط الضوء مجددًا على قضية العنصرية في الملاعب الإسبانية. البروتوكول الذي أشار إليه اللاعب يفرض على الحكام إيقاف المباراة عند سماع هتافات عنصرية، لكن التساؤلات تتزايد حول فاعلية هذه الإجراءات في مواجهة المشكلة.
رغم تفعيل الحكم للبروتوكول، إلا أن الإساءات لم تمنع استكمال المباراة، ما يثير التساؤلات حول جدية العقوبات الرادعة على الأندية والجماهير التي تكرر هذه التصرفات.
برشلونة والتعادل مع خيتافي
بعيدًا عن قضية العنصرية، كان التعادل مع خيتافي بمثابة انتكاسة لبرشلونة في صراعه على لقب الدوري الإسباني. الفريق أهدر فرصة تعزيز موقعه في المنافسة، ليتعثر مجددًا في صراع ثلاثي مع ريال مدريد وأتلتيكو مدريد.
الهدف الوحيد لبرشلونة جاء عن طريق جول كوندي في الشوط الأول، قبل أن ينجح خيتافي في إدراك التعادل عبر ماورو أرامباري. النتيجة رفعت رصيد برشلونة إلى 39 نقطة، بينما تركت خيتافي في مناطق الخطر.
هل هناك أمل لإنهاء العنصرية في الملاعب؟
حادثة بالدي تأتي في وقت حساس لكرة القدم الإسبانية، حيث تتزايد الضغوط على الجهات المسؤولة لاتخاذ خطوات حاسمة ضد العنصرية. الانتقادات المتكررة لضعف العقوبات وتهاون الجهات المعنية جعلت المشكلة تستمر دون حلول جذرية.
من جانبه، دعا بالدي إلى ضرورة إيقاف هذه الممارسات بقوله: “لا يمكن أن يستمر هذا. علينا جميعًا أن نقف ضد العنصرية.”
ختامًا.. مسؤولية مشتركة
بينما تتواصل أحداث الدوري الإسباني بتحدياته الرياضية، تظل العنصرية جرحًا مفتوحًا في قلب اللعبة. تصريحات بالدي ليست فقط نداء استغاثة، بل دعوة لكل الأطراف لتحمل مسؤولياتهم. هل ستتحرك الجهات المعنية بجدية؟ أم أن هذه القضية ستظل تتكرر على حساب العدالة والرياضة؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.