غضب ملكي وانفجار إعلامي .. قناة ريال مدريد تهاجم التحكيم بعد ركلة جزاء أتلتيكو المثيرة للجدل في الديربي

يبدو أن الجدل التحكيمي في الدوري الإسباني لا يهدأ، بل يزداد اشتعالًا مع كل جولة، وهذه المرة كان ديربي مدريد بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد هو الساحة التي شهدت حالة من الغضب العارم داخل القلعة الملكية، خاصة بعد القرار التحكيمي المثير للجدل بمنح أتلتيكو ركلة جزاء اعتبرها الكثيرون هدية مجانية ساهمت في تغيير مجريات المباراة.

لكن ما زاد الأمور سخونة لم يكن القرار بحد ذاته فقط، بل ردود الفعل العنيفة التي صدرت من قناة ريال مدريد الرسمية (Real Madrid TV)، التي لم تتردد في شن هجوم شرس على التحكيم الإسباني، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، متهمةً الحكام بتعمد استهداف الفريق الأبيض لصالح فرق أخرى في الليجا.

ركلة جزاء أتلتيكو مدريد .. لحظة مفصلية تشعل الغضب

بدأت الأزمة الحقيقية في الدقيقة 32 من الشوط الأول، عندما قرر الحكم سيزار سوتو جرادو احتساب ركلة جزاء لصالح أتلتيكو مدريد، بعد احتكاك بين لاعب وسط ريال مدريد أوريلين تشواميني والجناح البرازيلي سامويل لينو داخل منطقة الجزاء.

في البداية، لم يحتسب الحكم أي خطأ وسمح باستمرار اللعب، لكن حكم تقنية الفيديو (VAR) ريكاردو دي بورجوس بينجوتشيا استدعاه لمراجعة الحالة. وبعد إعادة مشاهدة اللقطة عبر الشاشة الجانبية، قرر الحكم احتساب ركلة الجزاء وسط ذهول لاعبي ريال مدريد، الذين احتجوا بشدة على القرار.

لكن المفاجأة الكبرى جاءت عندما أظهرت الإعادات التلفزيونية أن الاحتكاك بين تشواميني ولينو كان طفيفًا للغاية، بل لم يكن هناك تلامس واضح يستدعي احتساب ركلة جزاء، وهو ما دفع المحللين والمشجعين للتشكيك في نزاهة القرار.

رد فعل قناة ريال مدريد: “هذه مهزلة تحكيمية!”

جاء رد فعل قناة ريال مدريد الرسمية سريعًا وعنيفًا، حيث انفجر المعلقون والمحللون في الاستوديو غاضبين، معتبرين أن القرار جزء من مؤامرة تحكيمية تستهدف ريال مدريد.

أحد المعلقين في القناة صرخ قائلًا:

“ما نراه اليوم ليس تحكيمًا نزيهًا، بل هو تحكيم منحاز تمامًا. هذه ليست ركلة جزاء بأي شكل من الأشكال، إنه قرار مشين ومخزٍ. يبدو أن هناك نية واضحة لضرب ريال مدريد والتحكم في نتائج المباريات لصالح فرق أخرى!”

فيما أضاف محلل آخر:

“عندما تكون لديك تقنية الفيديو ولكنك لا تستخدمها بالشكل الصحيح، فهذه ليست أخطاء عفوية، بل هي قرارات متعمدة. هذه الليجا لم تعد تنافسية، إنها أصبحت مسرحًا لمهازل تحكيمية متكررة!”

لكن التصريح الأكثر إثارة للجدل جاء عندما وصف أحد المعلقين الدوري الإسباني بأنه “دوري نيجريرا القذر”، في إشارة إلى الفضيحة التي تورط فيها برشلونة مع رئيس لجنة الحكام السابق خوسيه ماريا إنريكيز نيجريرا، والتي كشفت عن دفع النادي الكتالوني أموالًا لمسؤولين تحكيميين للحصول على قرارات تصب في مصلحته.

الجماهير تشارك في الغضب: هتافات واتهامات بالفساد

لم يكن الغضب مقتصرًا على الإعلام فقط، بل امتد إلى الجماهير داخل مدرجات سانتياغو برنابيو، حيث تعالت الهتافات ضد التحكيم الإسباني عقب احتساب ركلة الجزاء.

أطلق المشجعون هتافات قوية مثل:

• “ريال مدريد 0 - لجنة الحكام 1”
• “فساد في الاتحاد الإسباني!”
• “أعيدوا لنا دوريًا نزيهًا!”

حتى على مواقع التواصل الاجتماعي، شهدت منصات مثل تويتر وإنستغرام موجة كبيرة من الغضب، حيث تصدر وسم #فساد_التحكيم_الإسباني قائمة الأكثر تداولًا في إسبانيا.

هل التحكيم يستهدف ريال مدريد؟ أرقام تثير التساؤلات

الغضب المدريدي لم يكن مجرد رد فعل انفعالي على مباراة واحدة، بل هو جزء من سلسلة احتجاجات متكررة ضد التحكيم في الليجا.

تشير الإحصائيات إلى أن ريال مدريد هو أحد أقل الفرق حصولًا على ركلات الجزاء في الدوري الإسباني خلال المواسم الأخيرة، بينما يعد أتلتيكو مدريد من أكثر الفرق استفادة من قرارات الـVAR، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول مدى نزاهة المنافسة.

على سبيل المثال، في آخر 5 مواسم:

• حصل أتلتيكو مدريد على 34 ركلة جزاء في الليجا، بينما حصل ريال مدريد على 18 فقط.
• تم إلغاء 9 أهداف لريال مدريد بعد مراجعة الـVAR، بينما تم إلغاء 3 فقط لأتلتيكو.
• تقنية الفيديو تدخلت لصالح أتلتيكو 21 مرة، مقابل 11 مرة فقط لريال مدريد.

هذه الأرقام دفعت إدارة ريال مدريد إلى إرسال خطاب رسمي إلى الاتحاد الإسباني لكرة القدم، تطالب فيه بمراجعة القرارات التحكيمية في المباريات الأخيرة.

أزمة جديدة في الليجا .. هل تتصاعد الأمور؟

مع تصاعد الغضب داخل ريال مدريد، يبدو أن العلاقة بين النادي الملكي والاتحاد الإسباني لكرة القدم تتجه نحو مزيد من التوتر والصدامات الإعلامية.

ليس مستبعدًا أن يلجأ النادي إلى تصعيد أكبر، مثل:

• المطالبة بتغيير بعض الحكام المثيرين للجدل.
• تقديم شكوى رسمية إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA).
• التلويح بعدم المشاركة في بعض المسابقات المحلية إذا استمرت القرارات الظالمة.

على الجانب الآخر، قد نشهد رد فعل من لجنة الحكام الإسبانية أو الاتحاد الإسباني، خاصة بعد الاتهامات العلنية التي وجهتها قناة ريال مدريد.

ما القادم لريال مدريد؟

رغم الأزمة التحكيمية، سيواصل ريال مدريد مشواره في الليجا ودوري أبطال أوروبا، لكن من الواضح أن الفريق سيواجه تحديات أكبر بسبب هذه التوترات.

الجماهير تنتظر بفارغ الصبر المباراة القادمة لمعرفة ما إذا كان التحكيم سيستمر في إثارة الجدل، أم أن الضغوط الإعلامية ستؤثر في القرارات المستقبلية.

في النهاية، يبقى السؤال الكبير: هل سيستمر ريال مدريد في معركته ضد التحكيم الإسباني؟ أم أن هناك مفاجآت قادمة ستعيد التوازن إلى الليجا؟