حظيت صفقة انضمام الجناح التونسي الشاب أحمد الجفالي إلى نادي الزمالك المصري باهتمام كبير من الجماهير البيضاء، خاصةً في ظل الحاجة الملحة لتدعيم الخط الأمامي للفريق. جاء التعاقد مع اللاعب قادمًا من الاتحاد الرياضي المنستيري التونسي، ليطرح التساؤلات حول مدى قدرته على تقديم الإضافة المطلوبة في القلعة البيضاء.
لكن من هو أحمد الجفالي؟ وما هي أبرز مميزاته وسلبياته؟ وكيف كانت رحلته قبل الوصول إلى الزمالك؟
من غلطة سراي إلى الزمالك.. مسيرة واعدة بدأت في تركيا
بدأ أحمد الجفالي مشواره الاحترافي في أكاديمية الترجي التونسي، لكنه سرعان ما خطف أنظار كشافي المواهب في أوروبا، لينضم إلى فريق الشباب في غلطة سراي التركي عام 2021. في تركيا، أثبت اللاعب موهبته بسرعة، حيث لعب دورًا رئيسيًا في تتويج الفريق ببطولة دوري النخبة تحت 19 عامًا.
وفي عام 2022، سلطت وسائل الإعلام التركية الضوء على رحيله المفاجئ عن غلطة سراي، إذ وصف موقع “Ajansspor” عودته إلى تونس بأنها خسارة كبيرة للمشروع الشبابي للنادي التركي، فيما أكد موقع “Fanatik” أن الجفالي كان أحد الأسماء المهمة التي ساهمت في التتويج باللقب قبل رحيله إلى الاتحاد المنستيري.
ما زاد من قيمة اللاعب في تركيا هو ثقة المدرب المخضرم فاتح تريم به، حيث منحه فرصة التدريب مع الفريق الأول وكان يرى فيه مشروع نجم مستقبلي. لكن بعد رحيل تريم وتولي المدرب الإسباني دومينيك تورنت، تغيرت استراتيجية النادي، حيث فضل المدرب الجديد الاعتماد على الأسماء الجاهزة بدلاً من المواهب الشابة، وهو ما دفع الجفالي للعودة إلى تونس بحثًا عن فرصة لعب أساسية.
صفقة مفيدة للطرفين.. لماذا اختار الزمالك التعاقد مع الجفالي؟
رغم حداثة سنه، أظهر أحمد الجفالي إمكانيات هجومية واعدة، مما جعل إدارة الزمالك تتحرك لضمه لتعزيز الفريق في الانتقالات الشتوية. الصفقة لم تكن مجرد انتقال عادي، بل تضمنت دفع 500 ألف دولار للنادي التونسي، على دفعتين، بالإضافة إلى بند يمنح الاتحاد المنستيري 20% من قيمة أي انتقال مستقبلي للجفالي، وهو ما يعكس إيمان النادي الأبيض بموهبة اللاعب.
بالنسبة للجفالي، فإن الانتقال إلى الزمالك يمثل فرصة ذهبية لاكتساب خبرة اللعب في دوري أكثر تنافسية، إلى جانب تواجده في نادٍ يملك تاريخًا كبيرًا وجماهيرية ضخمة. كما أن وجود مواطنيه سيف الدين الجزيري وحمزة المثلوثي في الفريق، قد يساعده على التأقلم بسرعة مع الأجواء الجديدة.
أرقام الجفالي في موسم 2024-25.. هل يمكنه إحداث الفارق؟
لإعطاء صورة واضحة عن مستوى الجفالي قبل قدومه إلى الزمالك، يمكن استعراض أرقامه في الدوري التونسي هذا الموسم:
- عدد المباريات: 14
- الأهداف: 3
- التمريرات الحاسمة: 2
- التسديدات على المرمى: 15
- الفرص المصنوعة: 10
- التمريرات المفتاحية: 18
- دقة التسديد على المرمى: 56%
- عدد التمريرات التقدمية: 76
- دقة التمريرات التقدمية: 68%
- دقة التمريرات الطويلة: 73%
- نسبة الفوز بالكرات الهوائية: 15%
هذه الأرقام تشير إلى أن الجفالي لاعب هجومي قادر على خلق الفرص والتسجيل، لكنه بحاجة إلى تحسين بعض الجوانب البدنية والتكتيكية ليكون أكثر تأثيرًا في المباريات الكبرى.
مميزات الجفالي.. جناح سريع وصانع فرص مميز
يمتلك أحمد الجفالي عدة مميزات تجعل منه خيارًا جيدًا لنادي الزمالك، خاصة في ظل الحاجة لجناح هجومي يتمتع بالسرعة والمهارة. من أبرز نقاط قوته:
- المراوغة والسرعة:
- الجفالي يتمتع بقدرة جيدة على المراوغة، حيث يقوم بـ 5.07 مراوغة في المباراة الواحدة بنسبة نجاح 53%.
- لديه انطلاقات سريعة سواء بالكرة أو بدونها، مما يجعله تهديدًا حقيقيًا للمدافعين، خاصة في المساحات المفتوحة.
- الجرأة والشخصية الهجومية:
- رغم صغر سنه، يمتلك اللاعب شخصية قوية في المواجهات الفردية، حيث يميل إلى اللعب بشكل مباشر نحو المرمى.
- 76% من تمريراته تكون إلى الثلث الأخير من الملعب، مما يعكس ميله الدائم للهجوم والمساهمة في بناء الفرص.
- التسديد وصناعة الفرص:
- سجل الجفالي 3 أهداف من معدل أهداف متوقعة بلغ 2.84، مما يعني أنه يتجاوز أحيانًا المتوقع منه في تسجيل الأهداف.
- صنع 10 فرص محققة لزملائه، إلى جانب 18 تمريرة مفتاحية، مما يبرز دوره في بناء الهجمات وصناعة اللعب.
نقاط الضعف.. أين يحتاج الجفالي للتحسن؟
رغم إمكانياته الواعدة، إلا أن هناك بعض الجوانب التي يحتاج الجفالي إلى تطويرها حتى يكون لاعبًا أكثر تكاملًا:
- الضعف في الالتحامات الهوائية:
- نسبة نجاحه في الكرات الهوائية 15% فقط، حيث فاز بـ 6 من أصل 41 كرة هوائية، وهي نسبة ضعيفة.
- بسبب بنيته النحيفة، يجد صعوبة في التفوق في المواجهات البدنية، خاصة ضد المدافعين الأقوياء.
- الدور الدفاعي والانضباط التكتيكي:
- يفتقر اللاعب إلى الالتزام الدفاعي المطلوب من الجناح الحديث، حيث يحتاج إلى تعلم كيفية مساندة الظهير دفاعيًا وغلق زوايا التمرير.
- يجب أن يعمل على تطوير قدرته على الضغط على حامل الكرة، وهو شيء يمكن تحسينه بالتدريب تحت قيادة مدربين ذوي خبرة.
