الأزمة ليست في الملعب فقط
في الوقت الذي يحقق فيه فريق الاتحاد السعودي العديد من النجاحات على المستوى المحلي والدولي، فإن هناك تحديات أخرى يواجهها الفريق، قد تكون أقل ظهورًا لكنها تؤثر بشكل كبير على التجربة الجماهيرية وعلى صورة الفريق في وسائل الإعلام. أحد أبرز هذه التحديات التي أشار إليها الناقد الرياضي عبد الله فلاتة، هي ما أسماه “سوء الإخراج” لمباريات الاتحاد، معبرًا عن استيائه من الطريقة التي يتم بها نقل المباريات سواء من ملعب الأمير عبد الله الفيصل أو حتى من ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية “الجوهرة المشعة”. ووفقًا لفلاتة، فإن المشكلة لا تقتصر على تراجع الحضور الجماهيري فقط، بل تتعداها إلى تفاصيل تقنية متعلقة بكيفية عرض المباراة على الجمهور.
إخراج المباريات: التحدي الأكبر
فيما يتعلق بجودة الإخراج الإعلامي، فإن عبد الله فلاتة لم يتردد في التعبير عن استيائه من الطريقة التي يتم بها نقل المباريات على شاشات التلفزيون. وهو أمر يعتبره فلاتة محبطًا، خاصة وأن الاتحاد، كأحد الأندية الكبرى في السعودية، يستحق أن يكون له إخراج مبارياته على أعلى مستوى من الاحترافية. وتابع فلاتة قائلاً: “الجمهور لا يظهر بالصورة المطلوبة في كثير من المباريات، وحتى في حال كانت الجماهير تملأ المدرجات، إلا أن الإخراج الفني يساهم في تقليل هذا التفاعل، بل قد يجعل صوت الجماهير مكتومًا، وهو أمر غير مقبول.”
التفاعل الجماهيري وتأثيره على الفريق
أضاف فلاتة أن تفاعل الجماهير لا يقتصر على مجرد الحضور إلى الملعب. إن وجود قاعدة جماهيرية متفاعلة تشجع فريقها وتواكب تحركات اللاعبين، يمكن أن يشكل فارقًا كبيرًا في أداء الفريق. وقد أشار إلى أنه كثيرًا ما يكون للحضور الجماهيري دور مؤثر في رفع معنويات اللاعبين، خاصة في الأوقات الصعبة خلال المباريات.
الحضور الجماهيري في ملعب الفيصل: الأسباب والتحديات
كما ذكرنا سابقًا، فإن تباين الحضور الجماهيري بين ملعب الأمير عبد الله الفيصل وملعب الجوهرة المشعة يرتبط بمجموعة من العوامل التي تتعدى مجرد المسافة بين الملعبين. وأوضح فلاتة أن أحد العوامل الهامة هو تحول التركيبة السكانية في جدة، حيث أن العديد من سكان المناطق الشمالية قد أصبحوا يفضلون التوجه إلى ملعب الجوهرة نظرًا لوجودهم في مناطق أقرب إليه. في المقابل، يعاني ملعب الفيصل من قلة الاستثمارات في محيطه، وهو ما قد يقلل من جاذبيته.
أهمية الجمهور في تطور الأداء
أشار فلاتة في حديثه إلى أن الجمهور يعد عنصرًا أساسيًا في نجاح أي فريق. وأوضح أن اللاعبين في الفرق الكبرى مثل الاتحاد يعتمدون بشكل كبير على دعم جماهيرهم لتحقيق الانتصارات. وأضاف قائلاً: “الجماهير هي من تمنح اللاعبين القوة عندما تكون النتيجة متقاربة، وهم من يصنعون الفارق عندما تحتاج الفرق إلى دفعة معنوية.”
التحديات المستقبلية وحلول مقترحة
وفي الوقت الذي يعاني فيه الاتحاد من بعض التحديات في تحسين حضور جماهيره على المدرجات، فإن هناك حلولًا مقترحة يمكن أن تساعد في معالجة هذه الأزمة. أولًا، يمكن للنادي والجماهير أن يتعاونوا من أجل زيادة الوعي بأهمية الحضور للمباريات في ملعب الفيصل. ثانيًا، يجب على المسؤولين عن إخراج المباريات أن يركزوا بشكل أكبر على تسليط الضوء على التفاعل الجماهيري، وذلك باستخدام تقنيات تصوير متقدمة قادرة على نقل هذا التفاعل بشكل واضح وواقعي.
من الواضح أن نادي الاتحاد، بما يملكه من جماهيرية كبيرة وتاريخ حافل، يستحق إخراجًا يليق بحجمه، سواء كان في ملعب الفيصل أو الجوهرة. وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها، إلا أن هناك أملًا في أن يتم تحسين تجربة الجماهير من خلال تطوير الإخراج الإعلامي والاستفادة من تقنيات النقل الحديثة.