قرار الإعارة.. ماذا وراءه؟
قبل الحديث عن التفسير، يجب أن نتوقف عند تفاصيل الصفقة. حارس النصر الشاب نواف العقيدي، الذي كان أحد الأسماء التي لفتت الأنظار بمستواه المتميز في الموسم الماضي، يرحل بشكل مفاجئ إلى الفتح في فترة الانتقالات الشتوية. رغم أن العقيدي قد أظهر استقرارًا في الأداء، إلا أن إدارة النصر قررت إعارة الحارس إلى الفتح، مما أثار الكثير من التساؤلات حول سبب تلك الخطوة، خاصة في ظل الحاجة للحفاظ على استقرار الفريق، خصوصًا في مركز حساس مثل حراسة المرمى.
التفسير غير المتوقع
الناقد الرياضي محمد سالم كان له رأي مغاير للغاية في هذا الصدد، حيث اعتبر أن قرار النصر ليس سوى محاولة لتقليد منافسه التقليدي الهلال. وقال سالم، عبر برنامج “في 90″، إن هذا القرار يمثل محاكاة للنموذج الذي تبناه الهلال في التعاقد مع الحارس المغربي ياسين بونو، الذي أصبح أحد الأعمدة الرئيسية في نجاحات الزعيم الهلالي في الموسم الماضي. وبحسب سالم، فإن بونو كان له دور حاسم في انتصارات الهلال بنسبة تقارب 70%، وبالتالي فقد رأت إدارة النصر أن التعاقد مع حارس جديد يمكن أن يعزز من فرص الفريق في المنافسة، خاصة مع تزايد الضغوط على الفريق بعد النتائج المتذبذبة في بعض المباريات.
محاكاة الهلال: هل هي خطوة صائبة؟
البعض قد يرى أن النصر كان يحاول محاكاة الهلال في بعض قراراته، لا سيما في ظل النجاحات التي حققها الهلال بوجود بونو في مرماه. ولكن هل تعتبر هذه المحاكاة خطوة صائبة؟ وهل يمكن أن تؤدي إلى نفس النتائج؟
تتفق بعض التحليلات على أن الفرق بين الحالتين كبير جدًا. فالهلال لم يقتصر نجاحه فقط على وجود حارس مميز مثل بونو، بل كان الفريق يملك أيضًا استقرارًا دفاعيًا كبيرًا، فضلاً عن التنظيم التكتيكي الذي يعزز من أداء أي حارس. أما النصر، فقد كان يعاني من بعض التذبذب في الدفاع، مما يجعل الفكرة أقل منطقية إذا كان الهدف هو مجرد تقليد النموذج الهلالي. فهل يمكن لحارس جديد أن يقدم ما يقدمه بونو في الهلال إذا لم تكن هناك منظومة دفاعية جيدة؟
العقيدي وغياب الاستفادة
من جهة أخرى، تساءل العديد من المتابعين عن سبب عدم استفادة النصر من خدمات نواف العقيدي بشكل كامل قبل اتخاذ قرار الإعارة. العقيدي كان قد قدم مستويات جيدة في مباريات عدة، وكان أحد الأسماء التي تحمل تطلعات جماهير النصر في المستقبل. فلماذا تم التخلي عنه بهذه الطريقة؟ هل كان من الممكن أن يكون له دور أكبر في الفريق؟ وهل كانت هذه الخطوة سابقة لأوانها؟
ماذا يحتاج النصر في المرحلة المقبلة؟
النصر بحاجة إلى استقرار كبير في مركز حراسة المرمى، خاصة مع التحديات الكبيرة في دوري روشن السعودي ودوري أبطال آسيا. في ظل المنافسة الشديدة مع الأندية الكبرى مثل الهلال والأهلي، فإن أي تغيير في التشكيلة يمكن أن يؤثر على توازن الفريق. الحارس الجديد أحمد الرحيلي قد يكون إضافة جيدة، لكنه يحتاج إلى وقت للتكيف مع الفريق، خاصة في الأجواء الحاسمة التي يشهدها الفريق في هذه الفترة.
النهاية: انتظار القرار النهائي
حتى الآن، يبقى السؤال الأهم: هل كان قرار النصر بتخلي عن نواف العقيدي هو القرار الأنسب في هذه المرحلة؟ الإجابة قد تكون معقدة بعض الشيء، إلا أن الأكيد أن الإدارة النصراوية أمام تحدي كبير في الأيام المقبلة، حيث ستتضح ملامح الفريق وتوجهاته في السعي نحو تحقيق الألقاب، سواء في الدوري السعودي أو في المنافسات الخارجية.