في ليلة كروية مثيرة، نجح نادي برشلونة في تحقيق فوز كاسح على إشبيلية بنتيجة 4-1 في الجولة الأخيرة من الدوري الإسباني، ليواصل زحفه نحو صدارة الليغا ويضع مزيدًا من الضغوط على الغريم التقليدي ريال مدريد. الانتصار جاء رغم طرد لاعب برشلونة في الشوط الثاني، لكن الفريق أظهر روحًا قتالية عالية، وحسم المواجهة برباعية جعلته قريبًا جدًا من فرق المقدمة.
بداية نارية ليفاندوفسكي يضرب مبكرًا
بدأت المباراة بإيقاع سريع للغاية، حيث فرض برشلونة أسلوبه الهجومي منذ الدقائق الأولى. لم تمضِ سوى سبع دقائق حتى نجح البولندي روبرت ليفاندوفسكي في افتتاح التسجيل، مستفيدًا من تمريرة عرضية رائعة، استلم الكرة داخل منطقة الجزاء وسددها بمهارة في الشباك، ليمنح فريقه تقدمًا مبكرًا ويعلن عن نوايا برشلونة الهجومية.
لكن الفرحة لم تدم طويلاً، إذ جاء الرد السريع من أصحاب الأرض بعد دقيقة واحدة فقط، حيث نجح روبن فارغاس في إدراك التعادل لصالح إشبيلية، مستغلًا هجمة مرتدة خاطفة، انطلق بسرعته وسدد كرة قوية لم يستطع الحارس مارك أندريه تير شتيغن التصدي لها.
بعد الهدف، تحولت المباراة إلى صراع تكتيكي قوي، حيث حاول برشلونة استعادة السيطرة، بينما لعب إشبيلية على المرتدات السريعة، معتمدًا على سرعات مهاجميه لإرباك دفاع البلوجرانا. وعلى الرغم من محاولات الفريق الكتالوني، إلا أن الصلابة الدفاعية لإشبيلية حالت دون تسجيل أي أهداف أخرى في الشوط الأول، الذي انتهى بالتعادل 1-1.
تحركات تشافي تصنع الفارق في الشوط الثاني
مع بداية الشوط الثاني، أجرى المدرب تشافي هيرنانديز تعديلًا مهمًا، حيث دفع بـفيرمين لوبيز بدلًا من أحد لاعبي الوسط، وهي خطوة أثمرت سريعًا. لم تمضِ سوى دقيقتين حتى تمكن لوبيز من تسجيل الهدف الثاني لصالح برشلونة، بعد استلامه تمريرة رائعة داخل منطقة الجزاء، ليسدد الكرة بقوة داخل الشباك، ويعيد التقدم للضيوف.
الهدف منح برشلونة دفعة كبيرة، مما جعله يزيد من نسقه الهجومي، وبالفعل نجح في توسيع الفارق بعد 8 دقائق فقط، حيث أطلق رافينيا قذيفة صاروخية من خارج منطقة الجزاء، استقرت في الزاوية العليا للمرمى، ليضيف الهدف الثالث بطريقة مذهلة في الدقيقة 55.
لحظة صادمة. بطاقة حمراء غير متوقعة!
وسط فرحة جماهير برشلونة بالأداء المميز، جاءت لحظة صادمة في الدقيقة 59، حينما حصل البديل فيرمين لوبيز على بطاقة حمراء مباشرة بسبب تدخل عنيف على جبريل سو لاعب إشبيلية. القرار أربك حسابات تشافي، وأجبر برشلونة على التراجع قليلًا للحفاظ على تقدمه.
استغل إشبيلية التفوق العددي، وبدأ في شن الهجمات المكثفة، معتمدًا على الكرات العرضية والتسديدات البعيدة، لكن دفاع برشلونة، بقيادة أراوخو وكريستنسن، نجح في التصدي لكل المحاولات.
إريك غارسيا يختتم المهرجان بهدف رابع
رغم النقص العددي، لم يتراجع برشلونة بالكامل، بل اعتمد على المرتدات السريعة، ومن إحدى الركلات الركنية في الدقيقة 89، ارتقى المدافع إريك غارسيا برأسية متقنة ليودع الكرة في الشباك، مسجلًا الهدف الرابع ومؤكدًا فوز فريقه الساحق.
ترتيب الليغا يشتعل.. برشلونة على بُعد خطوات من القمة
بعد هذا الانتصار الكبير، ارتفع رصيد برشلونة إلى 48 نقطة، ليحتل المركز الثالث بفارق نقطة واحدة فقط عن أتلتيكو مدريد صاحب المركز الثاني، ونقطتين عن ريال مدريد المتصدر. هذه النتيجة تضيف المزيد من الإثارة على سباق اللقب، خاصة بعد تعادل ريال مدريد مع أتلتيكو بنتيجة 1-1 في ديربي العاصمة.
من جهة أخرى، ازدادت معاناة إشبيلية هذا الموسم، حيث واصل الفريق نتائجه المتذبذبة، وظل بعيدًا عن مراكز المنافسة الأوروبية، مما يضع المدرب دييغو ألونسو تحت ضغط كبير في الجولات المقبلة.
تصريحات نارية بعد المباراة
بعد اللقاء، أشاد تشافي هيرنانديز بأداء فريقه، قائلًا:
قدمنا مباراة رائعة، لعبنا بروح قتالية كبيرة، حتى بعد الطرد واصلنا القتال. هذا ما أريده من اللاعبين، نريد الاستمرار بهذه العقلية.
أما نجم اللقاء روبرت ليفاندوفسكي، فقال:
كنا نعرف أن الفوز في هذه المباراة سيكون مهمًا لنا، الدوري لا يزال طويلًا، لكننا نقترب شيئًا فشيئًا من القمة.
في المقابل، لم يُخفِ مدرب إشبيلية دييغو ألونسو إحباطه، حيث صرّح:
بدأنا بشكل جيد لكن فقدنا السيطرة بعد الهدف الثاني. برشلونة كان أكثر حسمًا، وهذا صنع الفارق.
ما الذي ينتظر برشلونة بعد هذا الفوز؟
بعد هذا الفوز الثمين، يستعد برشلونة لسلسلة من المباريات المهمة خلال الأسابيع القادمة، حيث سيواجه فرقًا قوية، وسيكون عليه تحقيق نتائج إيجابية للبقاء في سباق الصدارة.
يواجه برشلونة تحديات كبرى، خصوصًا مع ضغط المباريات الأوروبية واقتراب منافسات دوري الأبطال، وهو ما يجعل تشافي مطالبًا بإيجاد التوازن بين الدوري المحلي والمنافسات القارية.
هل يعود برشلونة لمنصة التتويج؟
برشلونة أظهر شخصية قوية في هذه المباراة، فقد تغلب على ظروف صعبة ولعب بعشرة لاعبين لأكثر من نصف ساعة، ومع ذلك نجح في تحقيق انتصار كبير. إذا استمر الفريق بهذا الأداء، فإنه سيكون مرشحًا قويًا لمزاحمة ريال مدريد وأتلتيكو مدريد على لقب الليغا.
هل يكون هذا الفوز نقطة تحول في موسم برشلونة؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة!
