في خطوة لم تكن مفاجئة داخل الأوساط الرياضية المصرية، عاد هاني أبو ريدة إلى رئاسة الاتحاد المصري لكرة القدم، ليبدأ ولاية جديدة تمتد لأربع سنوات قادمة. هذه العودة تأتي وسط تطلعات كبيرة من الشارع الرياضي لإصلاح المنظومة الكروية المصرية، التي تعاني من عدة مشكلات على مستوى المسابقات المحلية والمنتخبات الوطنية.
كيف فاز أبو ريدة برئاسة اتحاد الكرة؟
جرت الانتخابات داخل مقر مركز المنتخبات الوطنية بمشروع الهدف في مدينة السادس من أكتوبر، بحضور 115 عضوًا من الجمعية العمومية للاتحاد المصري لكرة القدم. تمكن أبو ريدة من حسم المنافسة مبكرًا، حيث فازت قائمته بالتزكية بعد حصولها على 107 أصوات، ما يعكس ثقة الجمعية العمومية به وبأعضاء قائمته.
ضمت قائمة هاني أبو ريدة عددًا من الأسماء البارزة في المجال الرياضي والإداري، وجاءت على النحو التالي:
- هاني أبو ريدة – رئيسًا
- خالد الدرندلي – نائبًا
- أحمد حلمي الشريف – عضو
- حمادة الشربيني – عضو
- مصطفى أبو زهرة – عضو
- طارق محمد أبو العينين – عضو
- وليد عبد الجواد – عضو
- محمد أبو حسين – عضو
- إيناس مظهر – عضو
بهذا الفوز، يعود أبو ريدة إلى منصب اعتاد عليه، حيث سبق له قيادة الاتحاد المصري لكرة القدم بين عامي 2016 و2019. ومع ذلك، فإن التحديات في فترته الجديدة قد تكون أكبر من أي وقت مضى، خاصة مع تطلعات الجماهير المصرية لإحداث تغيير حقيقي في كرة القدم المصرية، سواء على مستوى الدوري المحلي أو المنتخبات الوطنية.
أبو ريدة يتحدث عن أهدافه المستقبلية
بعد إعلان فوزه رسميًا، تحدث هاني أبو ريدة عن خططه للفترة المقبلة، مؤكدًا أنه سيبدأ العمل على الفور لتنفيذ برنامجه الانتخابي، الذي يهدف إلى تطوير كرة القدم المصرية. قال أبو ريدة:
"هدفي الأساسي هو تطوير الكرة المصرية والنهوض بها وعودتها إلى مكانها الطبيعي. أدعو الجميع للتعاون لتحقيق هذا الهدف"
كما شدد على أن المجلس الجديد لن يضيع أي وقت، بل سيباشر مهامه فورًا لتحقيق طموحات الجمعية العمومية، التي وضعت ثقتها في القائمة بالكامل، مضيفًا:
"سنبدأ على الفور تنفيذ برنامجنا الانتخابي لتحقيق طموحات الجمعية العمومية، التي وضعت ثقتها في القائمة بالكامل."
هذه التصريحات تعكس جدية أبو ريدة في العمل على إصلاح المنظومة الكروية، ولكن السؤال الذي يشغل الجماهير هو: ما هي الخطوات الفعلية التي سيتم اتخاذها لتحسين مستوى الكرة المصرية؟
5 معلومات قد لا تعرفها عن هاني أبو ريدة
- مسيرته كلاعب انتهت مبكرًا بسبب الإصابة: وُلد هاني أبو ريدة في أغسطس 1953، ويبلغ من العمر 71 عامًا. بدأ مشواره كلاعب كرة قدم، لكنه لم يتمكن من مواصلة مسيرته الاحترافية بسبب تعرضه لإصابة خطيرة أنهت مسيرته مبكرًا.
- دخوله إلى عالم الإدارة الرياضية: رغم ابتعاده عن الملاعب كلاعب، لم يبتعد أبو ريدة عن كرة القدم، حيث اتجه إلى العمل الإداري مبكرًا، وشغل منصب عضو وأمين صندوق الاتحاد المصري لكرة القدم.
- حضور قوي في الاتحادين الإفريقي والدولي: لم تقتصر مسيرته على الكرة المصرية، بل امتدت إلى الساحة الدولية، حيث أصبح عضوًا في اللجنة التنفيذية لكل من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ما منحه خبرة كبيرة في إدارة شؤون كرة القدم على المستوى القاري والدولي.
- رئاسته السابقة لاتحاد الكرة: تولى أبو ريدة رئاسة الاتحاد المصري لكرة القدم بين عامي 2016 و2019، وهي فترة شهدت العديد من الأحداث المهمة، أبرزها تأهل المنتخب المصري إلى كأس العالم 2018 في روسيا بعد غياب طويل عن المونديال.
- العودة إلى الرئاسة بعد غياب 5 سنوات: بعد استقالته عام 2019 عقب إخفاق المنتخب المصري في كأس الأمم الإفريقية، يعود أبو ريدة الآن إلى رئاسة الاتحاد، مستفيدًا من خبراته السابقة، لكنه يواجه تحديات أكبر من تلك التي واجهها في ولايته الأولى.
التحديات التي تنتظر أبو ريدة في فترته الجديدة
مع عودته لرئاسة الاتحاد المصري لكرة القدم، تنتظر أبو ريدة العديد من الملفات الشائكة التي تتطلب حلولًا سريعة وفعالة، أبرزها:
- إصلاح الدوري المصري: يعاني الدوري المصري من عدة مشاكل، مثل ضغط المباريات، وتأخر نهاية الموسم، وضعف مستوى التحكيم، فضلًا عن أزمة البث التلفزيوني وعدم الاستقرار الإداري في بعض الأندية.
- تطوير المنتخبات الوطنية: بعد الأداء غير المقنع للمنتخب المصري في البطولات الأخيرة، هناك حاجة ماسة لوضع خطط جديدة للنهوض بمستوى المنتخب الأول، وكذلك دعم المنتخبات الشبابية والناشئين لضمان مستقبل أفضل للكرة المصرية.
- تحسين منظومة التحكيم: تعد التحكيم واحدة من أكثر القضايا المثيرة للجدل في الكرة المصرية، حيث شهدت المباريات المحلية حالات تحكيمية مثيرة للجدل أثرت على نتائج المباريات، ما يستدعي تطوير التحكيم وتقديم دعم أكبر للحكام.
- دعم الكرة النسائية: رغم الاهتمام المتزايد بكرة القدم النسائية عالميًا، لا تزال مصر بعيدة عن المنافسة القارية في هذا المجال، وهو ما يتطلب استراتيجية جديدة لتطوير كرة القدم النسائية في البلاد.
- تحقيق الاستقرار الإداري في الاتحاد: شهد اتحاد الكرة المصري في السنوات الماضية أزمات إدارية متكررة، واستقالات عديدة، وهو ما يتطلب تحقيق الاستقرار لضمان تنفيذ خطط التطوير بشكل مستدام.
ماذا يعني فوز أبو ريدة لمستقبل الكرة المصرية؟
مع عودة هاني أبو ريدة لرئاسة الاتحاد المصري لكرة القدم، يتطلع الكثيرون إلى معرفة ما إذا كان قادرًا على تحقيق نقلة نوعية في الكرة المصرية. هل سيتمكن من تحسين الدوري المصري؟ وهل يستطيع إعادة المنتخب الوطني إلى منصات التتويج؟ هذه الأسئلة ستظل مطروحة حتى تبدأ الإدارة الجديدة في تنفيذ خططها على أرض الواقع.
الجماهير المصرية تريد رؤية دوري قوي، ومنتخب قادر على المنافسة في البطولات الكبرى، وإدارة محترفة تواكب تطورات كرة القدم العالمية. فهل ينجح أبو ريدة في تحقيق هذه الطموحات، أم ستكون ولايته الجديدة امتدادًا لما سبق؟ الأيام القادمة ستكشف الإجابة.