في ليلة كروية مليئة بالإثارة والندية، استطاع ميلان خطف ثلاث نقاط ثمينة من مضيفه كومو، بعدما قلب تأخره بهدف نظيف إلى فوز مستحق بنتيجة 2-1. المباراة التي أُقيمت ضمن الجولة التاسعة عشرة المؤجلة من الدوري الإيطالي، شهدت تحولاً دراماتيكياً في مجرياتها خلال الشوط الثاني، عندما تمكن ميلان من تسجيل هدفين حاسمين في غضون خمس دقائق، ليثبت الفريق أنه قادر على قلب الطاولة في أي لحظة.
كومو يباغت ميلان بهدف مفاجئ
دخل الفريقان المباراة بطموحات مختلفة؛ ميلان يبحث عن استعادة مكانته بين الكبار، بينما يحاول كومو تجنب الهبوط والبقاء في دوري الأضواء. ومع بداية اللقاء، بدا واضحاً أن ميلان يسعى لفرض سيطرته على مجريات اللعب، حيث استحوذ على الكرة وأرسل عدة تهديدات على مرمى كومو.
لكن على عكس التوقعات، تمكن كومو من مباغتة ميلان بهدف رائع في الدقيقة 60 عن طريق لاعبه الوافد الجديد أساني دياو. الهدف جاء بعد هجمة مرتدة سريعة، استغل فيها دياو غفلة دفاع ميلان ليسدد كرة أرضية قوية استقرت في شباك الحارس المتألق مايك مينيان. الهدف صدم لاعبي ميلان وأثار حماسة جماهير كومو، التي بدأت تحلم بتحقيق فوز تاريخي على العملاق اللومباردي.
انتفاضة ميلانية: ريمونتادا في 5 دقائق
رغم التأخر في النتيجة، أظهر لاعبو ميلان شخصية قوية وإصراراً كبيراً على العودة في المباراة. مدرب الفريق، ستيفانو بيولي، أجرى تغييرات تكتيكية هجومية، مما ساعد الفريق على استعادة السيطرة على وسط الملعب وشن هجمات متتالية على مرمى كومو.
في الدقيقة 71، تمكن المدافع الفرنسي المتألق تيو هرنانديز من تعديل النتيجة لصالح ميلان. هرنانديز استغل كرة داخل منطقة الجزاء وسددها بقوة من مسافة قريبة، معلناً عن هدف التعادل الذي أعاد الحياة للفريق والجماهير.
ولم يكتف ميلان بالتعادل، حيث استمر في الضغط على دفاعات كومو. وبعد خمس دقائق فقط، وتحديداً في الدقيقة 76، تألق النجم البرتغالي رافائيل لياو بلمسة مهارية رائعة. استقبل لياو تمريرة بينية مميزة، وانطلق بسرعته الفائقة نحو مرمى كومو، قبل أن يضع الكرة ببراعة من فوق الحارس، مانحاً ميلان هدف التقدم وسط فرحة عارمة بين اللاعبين والجماهير.
ميلان يستعيد توازنه وكومو في أزمة
بهذا الانتصار المهم، رفع ميلان رصيده إلى 31 نقطة، وتقدم مؤقتاً إلى المركز السابع في جدول ترتيب الدوري الإيطالي. ورغم أن الفريق لا يزال خارج المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، إلا أن هذا الفوز يعد دفعة معنوية كبيرة في سباق استعادة مكانته بين الكبار.
أما كومو، فقد تجمد رصيده عند 19 نقطة في المركز السادس عشر، ليستمر في دوامة النتائج السلبية. الفريق يعاني من سوء الأداء وقلة الحسم، مما يزيد من الضغوط على مدربه سيسك فابريغاس، الذي يحتاج إلى إيجاد حلول سريعة لإنقاذ الفريق من شبح الهبوط.
أبرز لحظات المباراة
- هدف كومو (دياو - الدقيقة 60): هدف رائع من تسديدة أرضية بعد هجمة مرتدة مميزة.
- هدف التعادل لميلان (تيو هرنانديز - الدقيقة 71): هرنانديز استغل كرة داخل المنطقة وسجل هدفاً مهماً أعاد فريقه للمباراة.
- هدف الفوز لميلان (رافائيل لياو - الدقيقة 76): لياو أظهر لمسة مهارية رائعة بتسجيله هدفاً بذكاء من فوق حارس كومو.
أداء فردي لافت
- تيو هرنانديز: قائد الجبهة اليسرى لميلان تألق في الدفاع والهجوم، وسجل هدف التعادل الذي أعاد الفريق إلى المباراة.
- رافائيل لياو: أكد مجدداً أنه أحد أبرز نجوم ميلان بمهاراته وسرعته، وسجل هدف الفوز بطريقة رائعة.
- مايك مينيان: ورغم استقباله هدفاً، إلا أنه تصدى لعدة محاولات خطيرة وحافظ على توازن فريقه في الأوقات الصعبة.
ميلان يرسل رسالة واضحة للجميع
هذا الانتصار يعكس روح ميلان القتالية وقدرته على العودة حتى في أصعب اللحظات. الفريق الذي يعاني من تقلبات في الأداء هذا الموسم، أظهر اليوم أنه لا يزال يمتلك ما يكفي من الجودة والإصرار لتحقيق الانتصارات.
تحديات قادمة لكلا الفريقين
مع تبقي مباريات حاسمة في الأسابيع المقبلة، يبدو أن ميلان يسير بخطى ثابتة نحو تحسين مركزه في جدول الترتيب. الفريق بحاجة إلى استثمار هذه الانتصارات لبناء سلسلة إيجابية تضمن له مكاناً بين الأربعة الكبار.
أما كومو، فهو يواجه تحدياً كبيراً في البقاء بالدوري الإيطالي. الفريق يحتاج إلى استغلال المباريات المقبلة لتحسين نتائجه، خصوصاً أنه يمتلك قاعدة جماهيرية تأمل في رؤية الفريق يستمر في دوري الأضواء.
ختاماً
في مباراة مثيرة ومليئة بالعواطف، أظهر ميلان أنه فريق لا يستسلم بسهولة. الانتصار على كومو لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل كان تأكيداً على شخصية الفريق وإصراره على تحقيق الأفضل. الجماهير الآن تنتظر استمرار هذه الروح القتالية في المباريات المقبلة، فيما يبقى على كومو إعادة ترتيب أوراقه لتفادي السقوط في جدول الترتيب.
