![مدرب إشبيلية يفتح النار على التحكيم بعد السقوط أمام برشلونة: ركلة جزاء كانت ستغير كل شيء برشلونة](https://camel1-livecdn.camel1.live/konfi/image/20250211/b96a327f6401485ebe38256fd7b8c226.jpg)
لا تزال أصداء المواجهة التي جمعت بين إشبيلية وبرشلونة في الجولة الـ23 من الدوري الإسباني تتردد بقوة، ليس فقط بسبب النتيجة الكبيرة التي انتهت بها المباراة، بل أيضًا بسبب الجدل التحكيمي الذي طغى على اللقاء. فقد خرج جارسيا بيميينتا، مدرب إشبيلية، عن صمته ووجّه انتقادات لاذعة لحكم المباراة، مؤكدًا أن فريقه كان يستحق الحصول على ركلة جزاء في لحظة حاسمة من اللقاء، كانت ستغير مجرى الأمور تمامًا.
فهل ظلم الحكم الفريق الأندلسي بالفعل؟ أم أن برشلونة كان الطرف الأقوى واستحق الفوز دون أي جدل؟
ملخص المباراة: برشلونة يهيمن وإشبيلية يسقط على أرضه
دخل برشلونة المباراة وهو يعلم أن أي تعثر قد يضعف آماله في المنافسة على لقب الليجا، خصوصًا مع الصراع المحتدم بينه وبين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد. وفي المقابل، كان إشبيلية يبحث عن تحقيق نتيجة إيجابية على ملعبه، تعزز من موقفه في جدول الترتيب، خصوصًا أنه لم يقدم أفضل مواسمه هذا العام.
البداية جاءت مثيرة، حيث تقدم برشلونة مبكرًا عن طريق نجمه البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي استغل تمريرة رائعة من بيدري ليضعها في الشباك ببراعة. لم يستسلم أصحاب الأرض، وتمكنوا من العودة إلى المباراة بتسجيل هدف التعادل عبر رأسية قوية من يوسف النصيري، ليشعل الأجواء في ملعب رامون سانشيز بيزخوان.
مع انطلاق الشوط الثاني، كثّف برشلونة من ضغطه، واستحوذ بشكل واضح على الكرة، مما أسفر عن تسجيل الهدف الثاني عبر فيرمين لوبيز، الذي واصل تألقه هذا الموسم. لكن الجدل الحقيقي بدأ عند الدقيقة الـ65، عندما تعرض لاعب إشبيلية جبريل سو لعرقلة داخل منطقة الجزاء من المدافع الفرنسي جول كوندي، إلا أن الحكم أمر باستمرار اللعب. لم تتوقف الكرة عند هذا الحد، بل ارتدت سريعًا نحو برشلونة، ليتمكن البرازيلي رافينيا من تسجيل الهدف الثالث، وهو ما قضى عمليًا على آمال إشبيلية في العودة.
بعد هذا الهدف، انهار الفريق الأندلسي تمامًا، واستغل برشلونة الفرصة لتعزيز النتيجة بهدف رابع سجله إريك غارسيا، ليخرج الفريق الكتالوني بفوز مريح 4-1، لكنه لم يكن خاليًا من الجدل.
![مدرب إشبيلية يفتح النار على التحكيم بعد السقوط أمام برشلونة: ركلة جزاء كانت ستغير كل شيء برشلونة](https://showme-livecdn.elelive.net/konfi/image/20250211/44eae3d4d698475ca1897332f572add6.png)
الحكم في قفص الاتهام.. هل ظلم إشبيلية؟
بعد انتهاء المباراة، لم يخفِ مدرب إشبيلية جارسيا بيميينتا إحباطه من القرار التحكيمي الذي اعتبره نقطة تحول رئيسية في اللقاء. ففي تصريحاته لقناة “لا ليجا”، قال بيميينتا بغضب واضح:
“لا أعتقد أن هناك شخصًا شاهد المباراة ولم يقتنع بأننا كنا نستحق ركلة جزاء. كان هناك دفع واضح من كوندي على جبريل سو، وإذا حصلنا على هذه الركلة وسجلناها، لكانت النتيجة 2-2، وهو ما كان سيجعل المباراة تأخذ منحى آخر تمامًا.”
وأضاف مدرب إشبيلية:
“برشلونة فريق كبير، ولا يحتاج لمثل هذه القرارات لكي يفوز بالمباريات. لقد كنا في لحظة جيدة، وكنا قادرين على العودة، لكن الحكم حرمنا من ذلك. لا نطلب سوى العدالة، لأن مثل هذه القرارات تصنع الفارق.”
برشلونة يواصل الضغط على صدارة الليجا
بهذا الانتصار، رفع برشلونة رصيده إلى 48 نقطة، ليبقى في المركز الثالث خلف أتلتيكو مدريد (49 نقطة) وريال مدريد (50 نقطة). ويبدو أن الصراع على اللقب سيكون مشتعلاً حتى الجولات الأخيرة، خصوصًا مع تقارب النقاط بين الفرق الثلاثة الكبرى.
على الجانب الآخر، تراجع إشبيلية إلى المركز العاشر برصيد 31 نقطة، مما يعكس موسمه المتذبذب. فبعد أن كان الفريق الأندلسي واحدًا من المنافسين الدائمين على المراكز الأوروبية في المواسم الماضية، يعاني هذا الموسم من تراجع في المستوى، وسط مشاكل تكتيكية وإدارية جعلت الجماهير تعبر عن قلقها من مستقبل الفريق.
![مدرب إشبيلية يفتح النار على التحكيم بعد السقوط أمام برشلونة: ركلة جزاء كانت ستغير كل شيء برشلونة](https://showme-livecdn.elelive.net/konfi/image/20250211/05ed4cf76e43447192c0b426efaa1842.png)
تحليل فني: كيف تفوق برشلونة تكتيكيًا؟
من الناحية الفنية، يمكن القول إن برشلونة نجح في التفوق على إشبيلية بفضل عدة عوامل، من أبرزها:
- الاستحواذ والضغط العالي
- سيطر برشلونة على الكرة بنسبة تجاوزت 60%، مما حدّ من خطورة إشبيلية وأجبره على التراجع الدفاعي.
- اعتمد الفريق الكتالوني على الضغط العالي لاستعادة الكرة بسرعة، مما جعل إشبيلية غير قادر على بناء هجمات منظمة.
- التنوع الهجومي
- لعب برشلونة بأسلوب مرن، حيث تبادل المهاجمون الأدوار، فكان فيرمين لوبيز يتقدم أحيانًا لمساندة ليفاندوفسكي، بينما كان بيدري يساهم في صناعة اللعب من العمق.
- كان الاعتماد واضحًا على الأطراف، حيث شكّل الثنائي رافينيا وبالدي جبهة هجومية قوية على الجهة اليسرى.
- استغلال المساحات الدفاعية
- عانى إشبيلية من بطء مدافعيه في التعامل مع الكرات السريعة، مما جعل برشلونة ينجح في اختراق خطوطه الخلفية بسهولة.
- استغل برشلونة الكثافة العددية في منطقة الجزاء، خاصة مع تحركات فيرمين لوبيز التي أربكت دفاعات إشبيلية.
التحديات القادمة لبرشلونة وإشبيلية
بعد الفوز الكبير، يستعد برشلونة لمواجهة رايو فاييكانو على ملعب مونتجويك يوم الإثنين 17 فبراير، وهي مباراة يسعى خلالها الفريق الكتالوني إلى تحقيق فوز جديد يضعه في الصدارة مؤقتًا، على أمل تعثر منافسيه.
أما إشبيلية، فسيكون أمام اختبار صعب عندما يواجه ريال سوسيداد في الجولة المقبلة، وهو لقاء قد يكون حاسمًا في تحديد مدى قدرة الفريق الأندلسي على المنافسة على مقعد أوروبي في الموسم المقبل.
هل سيستمر الجدل التحكيمي في الليجا؟
لطالما كان التحكيم الإسباني موضع جدل دائم، حتى مع استخدام تقنية الفيديو (VAR). فبينما يعتقد البعض أن هذه التقنية ساهمت في تقليل الأخطاء التحكيمية، يرى آخرون أنها لم تحل جميع المشاكل، بل أضافت عنصرًا جديدًا من الجدل، خاصة عندما لا يتم اللجوء إليها في قرارات مصيرية.
ويبقى السؤال مفتوحًا: هل تأثر إشبيلية بقرار تحكيمي خاطئ بالفعل؟ أم أن برشلونة كان الطرف الأقوى واستحق الفوز بغض النظر عن الجدل الدائر؟ الأيام المقبلة قد تحمل المزيد من المواقف المشابهة، مما يفتح الباب لمزيد من الانتقادات حول مستوى التحكيم في الليجا.