في عالم كرة القدم، لا مجال للشك في أن اللاعبين الكبار مثل أوريلين تشواميني يُتوقع منهم مستوى عالٍ في كل مباراة. ولكن عندما يتعرض الفريق لخسارة، كما حدث في مباراة ريال مدريد ضد إسبانيول، فإن الأنظار تتجه بشكل رئيسي إلى اللاعبين الذين يمكن أن يكونوا قد تسبّبوا في تراجع أداء الفريق. وفقًا لتقرير نشره موقع “ريليفو”، كان تشواميني من بين أبرز اللاعبين الذين تعرضوا للانتقادات بسبب أدائه الضعيف في المباراة التي خسرها ريال مدريد بهدف نظيف أمام إسبانيول في منافسات الدوري الإسباني.
أزمة دفاعية تكشف ثغرات تشواميني في صفوف ريال مدريد
منذ الدقيقة الأولى للمباراة، كان فريق إسبانيول يفرض ضغطًا هجوميًا قويًا على دفاع ريال مدريد، مُستغلين الثغرات التي بدا أن تشواميني، لاعب الوسط الفرنسي، يعاني في إغلاقها. عُرف عن تشواميني قدرته على تقديم أداء دفاعي جيد، ولكن في هذه المباراة تحديدًا، كانت تحركاته غير دقيقة، مما سمح للاعبي إسبانيول بالتحرك بحرية خلفه. لم يتمكن من السيطرة على المساحات التي كانت تُركت في دفاعه، ليظهر بشكل واضح ضعف الفريق الدفاعي في غيابه.
ما أثار القلق أكثر هو أن إسبانيول كان يستغل هذه الثغرات بشكل مستمر، وكان اللاعبون الخصم يمرون من خلفه بسهولة، خاصة في الكرات الطولية التي كانت تُرسل مباشرة إلى مناطق خلف الدفاع. في بعض الحالات، تدخل أسينسيو ليغطي مكانه، لكنه لم يكن قادرًا على تعويض الفجوات الدفاعية التي ظهرت بسبب ضعف تشواميني.
الأداء السيئ على الكرة: تشواميني يخسر المعركة مع الاستحواذ
لم يقتصر أداء تشواميني الضعيف على الدفاع فقط، بل أيضًا على تحكمه في الكرة. ففي العديد من الحالات، فشل اللاعب الفرنسي في السيطرة على الكرة بشكل جيد، مما أدى إلى فقدانها في مناطق حساسة. هذه الأخطاء أدت إلى خلق فرص لإسبانيول لشن هجمات مضادة، الأمر الذي زاد من الضغط على ريال مدريد. لم يكن تشواميني قادرًا على التأثير في مجريات المباراة كما هو متوقع منه كلاعب وسط دفاعي.
لحظات عديدة كانت تشواميني يخسر الكرة بشكل غير مبرر، ما سمح لإسبانيول بالتحول من الدفاع إلى الهجوم بسرعة. الفريق الملكي، الذي اعتمد في السابق على تفوق لاعبيه في التحكم في الكرة، بدت عليه علامات التوتر في العديد من الهجمات المرتدة التي كانت تبدأ بعد فقدان تشواميني للكرة.
تدخلات فاسكيز: هل هو تلميح لغياب الدعم؟
عندما يحتاج اللاعبون إلى دعم إضافي على أرض الملعب، يمكن أن يكون زملاؤهم في الفريق هم الأمل الأخير لتصحيح الأمور. في مباراة إسبانيول، كان لوكاس فاسكيز، الذي يلعب في مركز الظهير الأيمن، يوجه تعليمات إلى تشواميني في عدة مناسبات. هذا يشير إلى أن هناك نوعًا من التوتر في العلاقة بين لاعبي الفريق، حيث كان فاسكيز يحاول مساعدة تشواميني في تحريك اللعب، وهو ما يعكس عدم قدرة اللاعب الفرنسي على اتخاذ القرارات المناسبة بمفرده.
إن تصرفات مثل هذه يمكن أن تشير إلى نقص في الانسجام بين اللاعبين في أرضية الملعب، وهو ما يؤثر بدوره على أداء الفريق ككل. من المعروف أن ريال مدريد يعتمد على الانسجام الجماعي والاتصال بين اللاعبين لتحقيق النجاح، ولكن الأداء في هذه المباراة كشف عن فجوة في التعاون بين تشواميني وبقية زملائه، خاصة في النواحي الدفاعية والهجومية.
الهدف القاتل الذي كشف عن ضعف الريال
كانت الدقيقة 85 من المباراة هي اللحظة الحاسمة، حيث سجل كارلوس روميرو هدفًا قاتلًا لإسبانيول بعد استغلاله ثغرات الدفاع الريالي. الهدف جاء نتيجة لهجمة سريعة استغل فيها إسبانيول ضعف تشواميني في تغطية المساحات، وهو ما يعكس فشل الفريق في إغلاق المناطق الحيوية أمام الخصم. كان الهدف كافيًا ليمنح إسبانيول ثلاث نقاط ثمينة، بينما ترك ريال مدريد في حالة من الذهول والحيرة، حيث لم يتمكنوا من الرد على الهدف الذي أتى في وقت حاسم.
هل تشواميني في خطر؟ التوقعات حول مستقبله مع ريال مدريد
بعد هذه المباراة، يطرح العديد من المتابعين سؤالًا مهمًا: هل سيكون تشواميني جزءًا أساسيًا من تشكيلة ريال مدريد في المباريات القادمة؟ بالتأكيد، إن مستوى اللاعب الفرنسي في هذه المباراة سيكون له تأثير كبير على قرارات المدرب كارلو أنشيلوتي. بينما يُعرف تشواميني بقدراته الدفاعية الجيدة ووجوده في وسط الملعب، فإن الأداء الباهت الذي قدمه ضد إسبانيول قد يضعه في مأزق مع الفريق، خصوصًا في ظل الضغط المتزايد على اللاعبين لتحقيق الانتصارات في المباريات القادمة.
إذا استمر في تقديم أداء ضعيف في المباريات المقبلة، فقد يواجه تشواميني خطر الجلوس على دكة البدلاء أو حتى الخروج من التشكيلة الأساسية. ريال مدريد لا يمكنه تحمل الأخطاء الدفاعية في هذه الفترة الحاسمة من الموسم، خاصة مع وجود تحديات كبيرة في البطولات المحلية والأوروبية.
التحديات المستقبلية لريال مدريد بعد الخسارة أمام إسبانيول
بالنسبة لريال مدريد، هذه الخسارة هي مجرد تنبيه للفريق بأنهم لا يستطيعون تحمل الأخطاء الدفاعية في الموسم الحالي. ففي وقتٍ قريبٍ، ستشهد المنافسات المحلية والدولية تحديات أكبر، ويجب على أنشيلوتي التعامل بحذر مع تشكيلته. على الرغم من أن الفريق يضم عددًا من اللاعبين الكبار مثل كريم بنزيمة، إيدين هازارد، وتوني كروس، إلا أن الثغرات الدفاعية مثل تلك التي حدثت ضد إسبانيول يجب أن يتم علاجها بسرعة.
تعتبر مباراة إسبانيول بمثابة اختبار حقيقي للريال في هذه المرحلة من الموسم. وإذا لم يتمكن الفريق من تصحيح الأخطاء الدفاعية وتقديم مستوى أكثر تماسكًا في المباريات القادمة، فإنهم قد يواجهون صعوبة كبيرة في المنافسة على الألقاب.