في إطار السعي المستمر لتحسين المستوى الفني للنادي، يواصل نادي الزمالك خطواته في سوق الانتقالات الشتوية لهذا الموسم عبر سياسة التعاقد مع لاعبين ذوي إمكانيات فنية عالية من فئة الشباب. هذه السياسة ليست مستغربه على النادي الأبيض، بل تعد جزءًا من استراتيجية طويلة المدى تهدف إلى بناء فريق قوي قادر على المنافسة محليًا وأفريقيًا في السنوات القادمة. ورغم الأزمة المالية التي يمر بها الزمالك، إلا أن الإدارة اتخذت قرارات استراتيجية مدروسة تجنبًا للأخطاء، وذلك من خلال التعاقد مع لاعبين شباب يسهمون في دعم الفريق من جهة، وفي نفس الوقت يُعدّون للاستفادة منهم في المستقبل.
البداية من التعاقد مع أحمد حسام
الصفقة الأولى التي أتمها الزمالك كانت مع المدافع الشاب أحمد حسام، لاعب فريق الجونة. لاعب يبلغ من العمر 24 عامًا، ويمتلك خبرة جيدة في الدوري المصري الممتاز. يعد أحمد حسام واحدًا من أبرز المدافعين الشباب الذين لفتوا الأنظار هذا الموسم، حيث قدم أداءً مميزًا مع فريقه، الجونة، وساهم في العديد من المباريات. بدأ مسيرته في قطاع الناشئين بنادي الجونة، وبعد ذلك انطلق في رحلة احترافية مميزة داخل الفريق الأول.
وقد ارتفعت أسهمه بشكل كبير في الفترة الأخيرة، بفضل أدائه الدفاعي الصلب والقدرة على القيام بدور هجومي في بعض الأحيان، وهو ما جعله هدفًا رئيسيًا لنادي الزمالك الذي قرر ضمه لتعزيز خط الدفاع. وسبق أن انضم أحمد حسام إلى منتخب مصر للشباب، حيث شارك في بطولة شمال إفريقيا 2020، مما يعكس المستوى الجيد الذي يقدمه في كل مباراة.
تعاقد الزمالك مع أحمد حسام لمدة أربع سنوات ونصف، وهو قرار يعكس التوجه الصحيح الذي يسير عليه النادي في تقوية صفوفه بلاعبين مميزين من الشباب الذين يمكنهم إثراء الفريق على المدى الطويل. يضاف إلى ذلك، أن أحمد حسام يعد أحد اللاعبين الذين يُنتظر منهم تقديم إضافة فنية قوية في المستقبل.
التعاقد مع محمود جهاد: تعزيز وسط الملعب
الصفقة الثانية التي أتمها الزمالك في هذه الفترة كانت مع محمود جهاد، لاعب وسط فريق فاركو. التعاقد مع جهاد يأتي ليعزز من قوة وسط الملعب في الفريق الأبيض، وهو مركز حساس يحتاج إلى لاعب يمتلك القدرة على السيطرة على المباراة وبناء الهجمات. جهاد وقع عقدًا مع الزمالك لمدة 4 مواسم ونصف، وهو إضافة قوية للخطوط الوسطى في النادي.
محمود جهاد، الذي يتمتع بقدرة كبيرة على اللعب الدفاعي والهجومي، كان أحد اللاعبين المميزين في فريقه فاركو، حيث قدم مستويات رائعة في الدوري المصري الممتاز هذا الموسم. تعاقد الزمالك معه يأتي في وقت يحرص فيه النادي على تعزيز المنطقة الوسطى التي تُعد واحدة من المناطق التي شهدت نقصًا نسبيًا في السنوات الأخيرة. محمود جهاد يعد لاعبًا واعدًا سيقدم للفريق الدعم المطلوب في المستقبل القريب.
سياسة التعاقدات القادمة: التوجه إلى اللاعبين الأجانب
ورغم تركيز الزمالك في التعاقد مع لاعبين شباب محليين، إلا أن هناك تحركات كبيرة على صعيد اللاعبين الأجانب. فتحت إدارة النادي الباب لفرص جديدة من خلال تلقيها عددًا من الترشيحات من الوكلاء في الأيام الأخيرة. أحد أبرز اللاعبين الذين تم ترشيحهم هو الجناح الفرنسي إيلي يوان، لاعب فريق هيبرنيان الإسكتلندي، والذي يعتبر من الأسماء اللامعة في الدوري الإسكتلندي. تميز يوان بسرعة كبيرة ومهارات فنية تجعل منه إضافة قوية لفريق الزمالك في حالة التعاقد معه.
أيضًا من بين الأسماء المرشحة للانتقال إلى الزمالك هو اللاعب شاندي سيلفا، الجناح البرتغالي الذي يلعب في فريق أتلانتا يونايتد الأمريكي. سيلفا يعد من اللاعبين الذين يمتلكون القدرة على تغيير مجريات المباريات بفضل سرعته وموهبته في بناء الهجمات. ووفقًا للمصادر القريبة من النادي، فإن الزمالك يسعى بشكل جاد لإضافة بعض العناصر الأجنبية التي يمكن أن تكون مكملًا قويًا للاعبين المحليين.
التريث والتأنّي في الاختيارات
رغم وجود العديد من الترشيحات للاعبين أجانب، إلا أن إدارة الزمالك قررت أن تتبع سياسة التريث في هذا الملف. مع العلم أن سوق الانتقالات الأفريقية قد تم تمديده حتى يوم 28 فبراير الجاري، فإن النادي قرر ألا يتسرع في إتمام التعاقدات الأجانب، على أن يتم أخذ الوقت الكافي في دراسة كافة الخيارات المطروحة. هذه السياسة تنبع من رغبة الزمالك في اختيار اللاعبين الذين يتناسبون مع احتياجات الفريق الفنية والمالية، لتفادي التورط في صفقات غير مثمرة.
وأعلنت إدارة الزمالك في أكثر من مناسبة أن الهدف الأساسي هو تقوية صفوف الفريق بلاعبين قادرين على الاندماج مع باقي الفريق في أقرب وقت، مع توفير التوازن بين الخبرة والشباب. وفي هذا السياق، أكد مسؤولو الزمالك أن التعاقد مع لاعبين مميزين في كافة المراكز هو الخطوة الأهم للمستقبل، وأن النادي يعكف حاليًا على دراسة جميع الفرص المتاحة في الأسواق المحلية والأجنبية.
الزمالك في مرحلة بناء مستدام
فيما يخص بناء الفريق في المستقبل، تسعى إدارة الزمالك إلى تجهيز فريق قادر على المنافسة على الألقاب المحلية والدولية خلال السنوات المقبلة. إن سياسة التعاقد مع لاعبين شباب يمنح النادي فرصة لبناء فريق متكامل يمكنه الصمود لفترات طويلة في وجه المنافسين المحليين والأفارقة.
من خلال التعاقد مع لاعبين مثل أحمد حسام ومحمود جهاد، تسعى الإدارة إلى تعزيز جوانب الفريق الدفاعية والوسطى، ما يسمح لمدرب الفريق بالتركيز على تطوير الفريق بشكل تدريجي، دون الحاجة إلى تغيير جذري في العناصر الأساسية.
الفترة القادمة: فرص جديدة وتحديات قادمة
تعد الفترة المقبلة بالنسبة للزمالك حاسمة، خاصة بعد التمديد الأخير لفترة القيد الأفريقي. مع هذا التمديد، يمكن للنادي إتمام المزيد من الصفقات الهامة التي تسهم في تقوية الفريق، وتحقيق طموحات الجماهير في المنافسة على البطولات الكبرى، سواء المحلية أو القارية.
إدارة الزمالك تدرك جيدًا أن الكرة المصرية تحتاج إلى الكثير من العمل والتخطيط على المدى الطويل، من أجل العودة إلى منصات التتويج المحلية والدولية. من خلال اختياراتها المدروسة في الانتقالات الشتوية، يظهر الزمالك جديته في بناء فريق قوي يلبي طموحات جماهيره العريقة.
استراتيجية الزمالك تبشر بمستقبل مشرق
إجمالًا، يتضح أن الزمالك يتبنى استراتيجية عقلانية تهدف إلى تحقيق التوازن بين الحاضر والمستقبل. بالنظر إلى القرارات الأخيرة في سوق الانتقالات، أصبح واضحًا أن النادي الأبيض ينوي الاستثمار في لاعبين قادرين على تقديم إضافة كبيرة في المستقبل القريب، وهو ما يبشر بمستقبل مشرق للفريق.