في خطوة مثيرة للجدل، تقدم المحامي جوزيب أوريولا، العضو في نادي برشلونة، بطلب رسمي إلى لجنة الأخلاقيات والشفافية في النادي، وذلك لإلغاء نتائج الجمعية العمومية التي تم عقدها عبر الإنترنت يوم 21 ديسمبر الماضي. الاجتماع الذي شهد التصويت على عقد الرعاية الجديد مع شركة “نايكي”، والذي اعتبره أوريولا مخالفة صريحة للقانون وقلة في الشفافية. وكان هذا الطلب جزءًا من سلسلة من التصريحات التي أثارت تساؤلات حول كيفية اتخاذ القرارات داخل النادي الكتالوني، وسبل تعامل إدارة برشلونة مع القضايا المالية المعقدة.
تفاصيل الاتفاق الجديد مع نايكي
في 21 ديسمبر، شهدت الجمعية العمومية لنادي برشلونة حدثًا هامًا عندما صادقت على تجديد عقد الرعاية مع شركة “نايكي”، التي كانت قد بدأت علاقتها مع الفريق الكتالوني منذ عام 1998. الاتفاق الجديد، الذي تم التوقيع عليه في ظل أجواء مشحونة بالأزمات المالية التي يمر بها النادي، سيكون ساريًا حتى عام 2028، وهو يعد من أكبر عقود الرعاية في تاريخ برشلونة. على الرغم من أن النادي لم يكشف عن التفاصيل الدقيقة للعقد، تشير التوقعات إلى أن الاتفاق سيكفل للنادي مبلغًا ضخمًا قد يصل إلى 1.7 مليار يورو، مع مبلغ سنوي يصل إلى 127 مليون يورو حتى عام 2038.
انتقادات قانونية وتساؤلات حول الشفافية
ومع هذه الأرقام الكبيرة التي تم تداولها في وسائل الإعلام، شكك أوريولا في طريقة إقرار الاتفاق، حيث انتقد بشدة عملية التصويت عبر الإنترنت في الجمعية العمومية، التي اعتبرها غير شفافة وغير قانونية. ولفت إلى أنه تم اتخاذ القرار بشكل سريع وبطريقة لا تتيح للأعضاء فهم كافٍ للعواقب المالية الكبيرة التي سيترتب عليها هذا العقد، لا سيما في ظل الوضع المالي الصعب الذي يعاني منه النادي.
تعليق أوريولا
وتعليقًا على الأمر، أشار أوريولا إلى أنه تم التصويت على العقد بشكل “أعمى”، في إشارة إلى عدم توفير المعلومات اللازمة للأعضاء لاتخاذ قرار مستنير. وأضاف أن من المثير للقلق أن يتم اتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية عن طريق تصويت عبر الإنترنت، وهو ما يزيد من فرص حدوث أخطاء في التنفيذ والتطبيق.
غياب الشفافية
علاوة على ذلك، انتقد أوريولا غياب الشفافية في إعلان تفاصيل العقد، قائلاً إن إدارة النادي لم تقدم معلومات واضحة حول المبالغ المالية المرتبطة بالعقد أو كيفية توزيعها على المدى الطويل. واعتبر أن هذا يشكل انتهاكًا لقوانين النادي التي تتطلب إشراك الأعضاء في اتخاذ القرارات المالية الكبرى، وهو ما يفتح المجال لمزيد من التساؤلات حول نزاهة العمليات الإدارية داخل برشلونة.
الآثار المحتملة لهذا العقد على مستقبل برشلونة
عندما تم الإعلان عن عقد الرعاية مع نايكي، اعتبره البعض خطوة إيجابية بالنظر إلى الوضع المالي الصعب الذي يمر به برشلونة، والتي فرضت عليه تقليص النفقات والبحث عن مصادر دخل جديدة. إلا أن هذا الاتفاق الضخم، والذي يتضمن أرقامًا مالية مذهلة، يثير قلقًا من جانب بعض المحللين الذين يرون أنه قد يساهم في تحميل النادي مزيدًا من الأعباء المالية على المدى الطويل، مما قد يضر بوضعه الاقتصادي في المستقبل.
ردود فعل الجماهير
ويشعر العديد من مشجعي النادي بالكثير من التوتر حيال هذه القرارات المالية الكبيرة، خاصة في ظل الأزمة المالية التي يواجهها برشلونة بسبب الديون الضخمة التي تراكمت على مدار السنوات الأخيرة. ويُظهر هذا الاستياء بشكل خاص في وسائل التواصل الاجتماعي وبين مجموعات الأعضاء، الذين يعبرون عن شكوكهم بشأن إدارة النادي الحالية وكيفية تعاملها مع الأزمات المالية.
موقف لجنة الأخلاقيات والشفافية في برشلونة
مع تقدم أوريولا بشكواه، يصبح من المتوقع أن تقوم لجنة الأخلاقيات والشفافية في النادي بدراسة القضية بشكل جاد، مع التأكيد على ضرورة مراجعة كافة الإجراءات القانونية التي تم اتباعها في عملية التصويت على عقد الرعاية. في حال ثبت وجود أي مخالفات، فإن النادي قد يواجه تحديات قانونية قد تؤثر على مصداقيته داخل المجتمع الرياضي وعلى مستوى إدارة النادي.
تساؤلات حول الاستقرار المالي
وفي هذا السياق، يبقى السؤال الأبرز: هل سيتمكن برشلونة من الحفاظ على استقراره المالي في ظل هذه الأزمات؟ وهل سيؤثر هذا العقد الضخم مع نايكي على خطط النادي المستقبلية في ظل التصعيد المستمر للانتقادات من الأعضاء والأنصار؟
خاتمة
في النهاية، يظل عقد نايكي مع برشلونة محورًا رئيسيًا للنقاش بين الجماهير والمحللين على حد سواء. ورغم أن الأرقام المالية الخاصة بالعقد تبدو جذابة للنادي، إلا أن غياب الشفافية والشكوك القانونية التي تحوم حول طريقة اتخاذ القرار تثير الكثير من الجدل. سيكون من المثير للاهتمام متابعة كيفية تطور هذه القضية في الأيام القادمة، وما إذا كان سيتم إلغاء نتائج الجمعية العمومية التي تمت عبر الإنترنت، كما يطالب المحامي أوريولا، أم لا.