نبيل بن طالب، اللاعب الجزائري المحترف في نادي ليل الفرنسي، يستأنف تدريباته بعد فترة غياب دامت حوالي سبعة أشهر، إثر تعرضه لأزمة قلبية خطيرة كانت تهدد مسيرته الكروية. منذ 18 يونيو الماضي، خضع بن طالب لعملية جراحية تركيب جهاز في قلبه، ما أثر بشكل كبير على خططه المستقبلية في كرة القدم، إلا أن إرادته وعزيمته في العودة إلى الملاعب كانت أقوى من أي وقت مضى.
اللاعب البالغ من العمر 30 عامًا بدأ الآن التدريب بشكل فردي، في خطوة تعتبر جزءًا من البرنامج الطبي الطويل الذي يتبعه لاستعادة لياقته البدنية والتمكن من العودة إلى التنافس على أعلى مستوى. هذه الخطوة تمثل البداية الفعلية في المرحلة الثالثة من خمس مراحل ضرورية لاستكمال عملية تأهيله، وتعد خطوة هامة نحو استئناف مسيرته الرياضية.
العودة تدريجيًا: بن طالب يتدرب مع الكرة
مدربه، برونو جينيسيو، تحدث عن عودة بن طالب إلى التدريب وقال: “استأنف نبيل تدريبه الفردي بالكرة. هو معنا منذ بضعة أيام، وهو يعمل تحت إشراف مدرب بدني خاص به”. وعلى الرغم من أن جينيسيو لم يذكر تفاصيل دقيقة عن الوضع الطبي للاعب، إلا أنه أكد أن معنويات بن طالب جيدة وأنه يملك الحافز الكبير للعودة إلى مستواه السابق. وأضاف: “رأيته وتحدثت معه طوال الأيام الماضية، وهو في حالة جيدة”.
هذه المرحلة تعتبر حاسمة لبن طالب، إذ إنه يواصل تدريبه بشكل منفرد وبمراقبة طبية دقيقة، حيث يسعى لتحقيق تقدم ملحوظ في حالته البدنية والنفسية ليكون جاهزًا لخوض المباريات في المستقبل القريب. ورغم أنه لا يمكن للجهاز الفني التحدث عن تفاصيل سرية تخص حالته الصحية، فإن الحافز الكبير الذي يظهره اللاعب يعكس إصراره على العودة بقوة.
أزمة قلبية: صدمة طبية ومتابعة احترافية
في 18 يونيو، تعرض نبيل بن طالب لأزمة قلبية مفاجئة تسببت في تدهور حالته الصحية. تم تشخيصه بوجود مشكلة في القلب والجهاز التنفسي، ما استدعى تدخلاً طبيًا عاجلاً لتركيب جهاز في قلبه لضمان استقرار حالته. وقد فرض هذا الوضع توقفًا طويلًا عن اللعب، ما وضعه في تحدٍ كبير للبقاء على قيد المنافسة في عالم كرة القدم الاحترافي.
إلا أن بن طالب لم يتعامل مع هذه الأزمة إلا بشفافية كاملة مع الفريق الطبي لناديه ليل، وكذلك مع اللجنة الطبية للاتحاد الفرنسي لكرة القدم. كان اللاعب في تنسيق مستمر مع المتخصصين، خاصةً مع الطبيب الهولندي الذي تولى رعاية اللاعب الدنماركي كريستيان إريكسن بعد تعرضه لأزمة قلبية في يورو 2020.
من خلال اتباع البروتوكولات الطبية اللازمة، أظهر بن طالب التزامًا كبيرًا من أجل العودة بشكل آمن إلى الملاعب. وأشار بعض المصادر إلى أن النادي والطبيب المختص يدعمان اللاعب في اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لضمان صحته وسلامته في المستقبل، ويعملان على توفير شهادة لياقة خاصة به ليتمكن من استئناف مسيرته الكروية.
المرحلة المقبلة: العودة إلى المنافسة
إن المسار الذي يسير فيه نبيل بن طالب حاليًا ليس سهلًا، ويحتاج إلى صبر وجهد كبيرين. ومع استئناف تدريبه الفردي، يترقب الجميع تطور حالته بشكل مستمر. قد يتطلب الأمر عدة أشهر قبل أن يتمكن من العودة إلى المنافسة في المباريات الرسمية، لكن بن طالب يبدو مستعدًا لمواجهة التحديات التي ستظهر أمامه.
من الواضح أن اللاعب يعمل بجد على استعادة لياقته البدنية، وسيحتاج إلى التقييم الطبي المستمر لضمان عدم وجود أي مخاطر صحية إضافية قبل العودة إلى اللعب. وبالرغم من أنه ما زال في مرحلة التأهيل، إلا أن عزيمته وحافزه للعودة إلى الملاعب يظهران بشكل جلي، ما يعكس روح اللاعب الذي لا يتوانى عن القتال من أجل حلمه في العودة للمشاركة في المباريات من جديد.
يأمل الجميع في ليل وفي كرة القدم الجزائرية أن يعود بن طالب إلى الملاعب في أقرب وقت، وأن يستمر في تقديم مستويات عالية من الأداء التي اعتاد عليها قبل الأزمة.