يبدو أن كرة القدم السعودية على أعتاب تحول تاريخي قد يثير جدلًا واسعًا في الوسط الرياضي، حيث يجري العمل على مشروع جديد لتوثيق تاريخ البطولات المحلية، وهو ما قد يؤدي إلى تغييرات جوهرية في عدد الألقاب المسجلة لكل نادٍ، خاصة فيما يتعلق بالدوري السعودي.
خطوة جريئة لإعادة كتابة التاريخ
في ظل الجدل المستمر حول الأرقام الرسمية للألقاب والبطولات التي حصلت عليها الأندية السعودية عبر التاريخ، انطلقت مبادرة لتوثيق تاريخ كرة القدم السعودية، بهدف وضع معايير واضحة ودقيقة لتحديد البطولات التي ستُعتمد رسميًا في سجلات الاتحاد السعودي لكرة القدم.
وقد تم تشكيل لجنة خاصة تضم ممثلين عن الأندية السعودية الكبرى، حيث تم منح كل نادٍ الفرصة لتقديم مقترحاته بشأن الألقاب التي يعتقد أنها تستحق أن تُحتسب رسميًا. هذه المبادرة جاءت استجابةً للمطالب المتزايدة من الأندية والجماهير، التي ترغب في رؤية تاريخها موثقًا بشكل رسمي دون أي تضارب في الأرقام.
تغيير تاريخ بداية الدوري السعودي.. خطوة مفاجئة
وفقًا لما نشرته صحيفة “الشرق الأوسط”، فإن المشروع الجديد يسير في اتجاه إعادة تعريف تاريخ بداية الدوري السعودي للمحترفين، بحيث يتم احتساب البطولات التي انطلقت منذ عام 1957 كجزء من سجل الدوري، بدلًا من الاعتبار السابق الذي كان يُقر بأن تاريخ المسابقة بدأ في عام 1976.
هذا القرار، إذا تم اعتماده رسميًا، سيؤدي إلى تغييرات جوهرية في عدد الألقاب المسجلة لكل فريق، إذ سيتم إدراج بعض البطولات القديمة ضمن السجل الرسمي للدوري السعودي، مما قد يعيد ترتيب قائمة الأندية الأكثر تتويجًا باللقب.
الأهلي أكبر المستفيدين.. والنصر قد يتراجع أمام الاتحاد
من بين الأندية التي قد تستفيد بشكل كبير من هذا التوثيق الجديد، يبرز اسم النادي الأهلي، الذي قد يحصل على ألقاب إضافية، تعزز من مكانته بين كبار الكرة السعودية. في المقابل، قد يكون نادي النصر أحد الفرق التي تتأثر بشكل سلبي، إذ من المحتمل أن يتراجع ترتيبه مقارنةً بالاتحاد أو الهلال في عدد الألقاب الرسمية، بناءً على إعادة تقييم البطولات السابقة.
الاتحاد أيضًا قد يكون من أكبر المستفيدين، خاصة إذا تم احتساب بعض البطولات التي حصدها في الماضي ضمن سجل الدوري السعودي، وهو ما قد يزيد من عدد ألقابه مقارنةً ببعض منافسيه التقليديين.
ردود فعل متباينة في الوسط الرياضي
هذا المشروع لا يزال في مراحله النهائية، حيث من المتوقع أن يتم الكشف عن نتائجه الرسمية واعتمادها بشكل نهائي في شهر مارس 2025. لكن رغم ذلك، فقد بدأت ردود الفعل تظهر بقوة بين الجماهير ووسائل الإعلام، حيث يرى البعض أن هذه الخطوة ستكون بمثابة “تصحيح تاريخيي بينما يعتقد آخرون أنها قد تؤدي إلى مزيد من الجدل والانقسام حول هوية الفريق الأكثر تتويجًا بلقب الدوري السعودي.
الجماهير النصراوية، على سبيل المثال، قد تكون من أكثر الفئات التي تترقب نتائج هذا المشروع بحذر، خاصة مع احتمال تراجع فريقها في قائمة أكثر الأندية تتويجًا بالبطولة. في المقابل، فإن جماهير الأهلي قد تستقبل هذه الأخبار بحماس، كونها قد تعيد فريقهم إلى الواجهة كأحد أكثر الأندية تحقيقًا للألقاب المحلية.
ما الذي يعنيه هذا التوثيق لمستقبل الكرة السعودية؟
بغض النظر عن التأثيرات المحتملة على سجل الأبطال، فإن هذه الخطوة تُعد تطورًا هامًا في تاريخ كرة القدم السعودية، حيث ستساهم في توحيد الإحصائيات الرسمية ووضع حد للتخبطات التي طالما أثارت الجدل بين الأندية والجماهير.
إذا نجح هذا المشروع في تحقيق أهدافه، فقد يكون نموذجًا يُحتذى به في المستقبل، حيث يمكن أن تتبعه بطولات أخرى في المنطقة، تسعى إلى توثيق تاريخها بشكل أكثر دقة وإنصافًا. لكن تبقى التساؤلات قائمة حول مدى تقبل الجميع لهذه التغييرات، وما إذا كانت الأندية التي ستتضرر من هذه القرارات ستعترض أو تطعن في نتائج التوثيق.
هل نحن أمام أزمة جديدة أم تصحيح للماضى
بين مؤيد ومعارض، يبدو أن مشروع توثيق تاريخ الدوري السعودي سيكون حديث الساعة في الفترة المقبلة، وقد يكون له تأثير مباشر على الطريقة التي ينظر بها الجمهور والإعلام إلى الأندية وإنجازاتها.
فهل ستكون هذه التغييرات خطوة إيجابية نحو إعادة كتابة التاريخ بشكل أكثر دقة، أم أنها ستشعل فتيل أزمة جديدة في الكرة السعودية؟ الأيام القادمة ستكشف لنا المزيد من التفاصيل حول هذه القضية المثيرة للجدل.