تعرض نادي ليفربول الإنجليزي لصدمة كبيرة بخروجه المبكر من بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، بعد خسارته المفاجئة أمام بليموث أرجايل بنتيجة 0-1 في الدور الرابع من البطولة. جاءت هذه النتيجة كضربة قاسية لجماهير الريدز، الذين كانوا يمنّون النفس بالمنافسة على جميع الألقاب هذا الموسم، لكن خروج الفريق بهذه الطريقة أمام خصم متواضع من دوري الدرجة الأولى الإنجليزية (تشامبيونشيب) أثار علامات استفهام عديدة حول قرارات المدرب آرني سلوت، خصوصًا فيما يتعلق بإراحة النجم المصري محمد صلاح.
إقصاء غير متوقع.. كيف خسر ليفربول أمام بليموث؟
دخل ليفربول هذه المباراة وهو المرشح الأبرز لتحقيق الفوز والتأهل إلى الدور المقبل، خاصة أن بليموث يحتل مراكز متأخرة في دوري الدرجة الأولى ويصارع من أجل تفادي الهبوط. لكن على أرض الملعب، لم يظهر ليفربول بالصورة التي اعتادت عليها جماهيره، حيث افتقد الفريق الفعالية الهجومية وسقط في فخ التكتل الدفاعي القوي الذي اعتمد عليه بليموث.
لم يقدم ليفربول أداءً مقنعًا منذ البداية، حيث ظهر لاعبوه دون حيوية أو إيقاع هجومي واضح، ما منح لاعبي بليموث الثقة في الدخول إلى أجواء اللقاء شيئًا فشيئًا. وبينما كان الجميع يتوقع أن ينجح الريدز في فرض أسلوبه مع مرور الدقائق، حدث العكس تمامًا، إذ ازدادت معاناة الفريق في بناء الهجمات واختراق دفاعات الخصم المتكتلة.
وجاءت نقطة التحول في الدقيقة 53، عندما حصل بليموث على ركلة جزاء، نفذها المهاجم الاسكتلندي ريان هاردي بنجاح ليضع فريقه في المقدمة. حاول ليفربول الرد، لكنه اصطدم بجدار دفاعي صلب، ولم ينجح في استغلال الفرص القليلة التي أتيحت له، لينتهي اللقاء بخروج مخيب للآمال من البطولة.
غياب محمد صلاح.. قرار سلوت تحت المجهر
أثار قرار المدرب آرني سلوت بإراحة محمد صلاح وعدم استدعائه لهذه المواجهة جدلًا واسعًا بين الجماهير والنقاد الرياضيين. كان الهدف من القرار واضحًا، وهو منح النجم المصري فترة راحة قبل مواجهة الديربي أمام إيفرتون في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن النتيجة جاءت معاكسة تمامًا.
صلاح، الذي يعد العنصر الأبرز في تشكيلة ليفربول، كان بإمكانه إحداث الفارق، خاصة في ظل أسلوب اللعب الدفاعي الذي اعتمده بليموث. قدرته على الاختراق وصناعة الفرص كانت ستساعد الفريق في مواجهة التكتلات الدفاعية، لكن غيابه جعل الهجوم يبدو بلا أنياب.
لم يكن صلاح الغائب الوحيد، فقد أجرى سلوت عدة تغييرات في التشكيلة الأساسية، وهو ما أثر على انسجام الفريق داخل الملعب. ورغم أن ليفربول يمتلك دكة بدلاء قوية، إلا أن البدلاء لم يظهروا بالشكل المطلوب، ما ساهم في الأداء الباهت الذي قدمه الفريق طوال 90 دقيقة.
ردود الفعل على الإقصاء.. انتقادات لاذعة وسلوت يبرر
لم يمر خروج ليفربول من كأس الاتحاد الإنجليزي مرور الكرام، حيث تعرض الفريق لانتقادات لاذعة من الإعلام والجماهير. اعتبر الكثيرون أن سلوت أخطأ في تقدير أهمية هذه المباراة، خاصة أن ليفربول كان يطمح إلى تحقيق رباعية تاريخية هذا الموسم.
وفي تصريحاته عقب اللقاء، حاول سلوت تبرير الأداء المخيب، حيث قال: "لقد لعب بليموث مباراة رائعة وكان لديهم خطة محكمة، استحقوا الفوز. لم يكن يومنا الأفضل، ولم نتمكن من صناعة الفرص الكافية. لا أستطيع أن ألوم اللاعبين على عدم القتال، لقد بذلوا كل ما لديهم، لكن في بعض الأحيان لا تسير الأمور كما نريد".
وأضاف المدرب الهولندي: "كان من المتوقع أن نواجه بعض الصعوبات أمام فريق يدافع بكثافة، لكننا لم نتمكن من اختراق خطوطهم الدفاعية. كان من الممكن أن نقدم أداءً أفضل، لكن علينا الآن التركيز على المباريات المقبلة".
تأثير الخروج على موسم ليفربول.. هل تتأثر طموحات الفريق؟
يعتبر هذا الإقصاء ضربة قوية لمعنويات لاعبي ليفربول، الذين كانوا يطمحون للمنافسة على جميع الألقاب الممكنة هذا الموسم. ومع خروج الفريق من هذه البطولة، تقلصت فرصه في تحقيق الرباعية التي كانت تحلم بها الجماهير.
ورغم تصدر ليفربول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق جيد عن أقرب ملاحقيه، إلا أن هذه الخسارة قد تؤثر على الثقة داخل الفريق، خاصة أن الفريق مقبل على مواجهات قوية في الدوري ودوري أبطال أوروبا.
كما أن هذا الإقصاء يضع ضغطًا إضافيًا على سلوت، الذي تولى مسؤولية تدريب الفريق بعد رحيل يورغن كلوب. فشل الفريق في تجاوز بليموث قد يكون بمثابة إنذار مبكر للمدرب الهولندي، الذي بات مطالبًا بتصحيح الأوضاع سريعًا حتى لا تتكرر مثل هذه النتائج المخيبة.
كيف يمكن ليفربول التعافي من هذه الكبوة؟
بعد هذه الخسارة، سيكون أمام ليفربول فرصة مثالية لاستعادة توازنه سريعًا عندما يواجه إيفرتون في مباراة الديربي. الفوز في هذا اللقاء سيعيد الثقة إلى اللاعبين، ويؤكد أن الفريق قادر على تجاوز هذه الانتكاسة.
لكن الأمر لا يتعلق فقط بالفوز في المباراة المقبلة، بل يتطلب إعادة النظر في بعض الأمور التكتيكية، خاصة فيما يتعلق بالقدرة على كسر التكتلات الدفاعية. فخلال المواجهات الأخيرة، بدا ليفربول يعاني عند مواجهة الفرق التي تعتمد على الدفاع المتقدم، وهو ما تجلى بوضوح في لقاء بليموث.
لذلك، سيكون على سلوت العمل على تطوير حلول هجومية أكثر فاعلية، مثل الاعتماد على اللعب السريع بين الخطوط، وتحسين استغلال الكرات العرضية، إلى جانب تعزيز قدرات الفريق في إنهاء الهجمات.
هل سيؤثر هذا الإقصاء على فرص ليفربول في تحقيق الألقاب هذا الموسم؟
رغم أن الخروج من كأس الاتحاد الإنجليزي يعد انتكاسة غير متوقعة، إلا أن ليفربول لا يزال يملك فرصًا قوية للتتويج بألقاب أخرى. فالفريق يتصدر الدوري الإنجليزي، كما تأهل إلى نهائي كأس الرابطة الإنجليزية، إضافة إلى تأهله لدور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.
لكن تبقى هذه الخسارة بمثابة جرس إنذار للفريق، حيث يجب على اللاعبين والجهاز الفني التعلم من الأخطاء وتفادي الوقوع في نفس الفخ مستقبلاً. فإذا أراد ليفربول المنافسة بجدية على الألقاب المتبقية، فإنه بحاجة إلى تحسين الأداء وإظهار المزيد من الحدة في المباريات الحاسمة.
ما التالي لليفربول؟
بعد هذه الخسارة، سيكون التحدي الأكبر لليفربول هو كيفية التعامل مع ضغط المباريات المقبلة. الفريق يحتاج إلى استعادة مستواه سريعًا، خاصة أن جدول المباريات لا يرحم. سيكون لقاء إيفرتون فرصة مناسبة للعودة إلى سكة الانتصارات، لكن الأهم هو كيفية تعامل الفريق مع المواجهات الكبرى في الدوري ودوري الأبطال.
وفي النهاية، رغم أن الإقصاء من كأس الاتحاد الإنجليزي خيب آمال جماهير “الريدز”، إلا أن الفريق لا يزال يملك فرصة ذهبية لإنهاء الموسم بلقب أو أكثر، لكن ذلك يعتمد على مدى قدرة المدرب واللاعبين على تجاوز هذه العثرة سريعًا والعودة للمسار الصحيح.
