![بليموث يكتب التاريخ بإقصاء ليفربول ليلة أسطورية في كأس الاتحاد الإنجليزي ليفربول](https://camel1-livecdn.camel1.live/konfi/image/20250211/f781f835155d41228dd5dd38104a1a2f.png)
في أمسية كروية لن تُنسى، نجح فريق بليموث أرجايل، الذي يعاني في قاع ترتيب دوري الدرجة الأولى الإنجليزي (تشامبيونشيب)، في تحقيق مفاجأة مدوية بإقصاء العملاق الإنجليزي ليفربول، متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز، من الدور الرابع لكأس الاتحاد الإنجليزي. هذا الفوز لم يكن مجرد انتصار عابر، بل كان لحظة تاريخية ستظل محفورة في ذاكرة جماهير بليموث لسنوات طويلة، فقد أسقط فريقًا يعد من بين الأقوى في أوروبا، وأحد أكثر الفرق تتويجًا بالألقاب في إنجلترا.
بداية حذرة لكن النهاية صاعقة - كيف أطاح بليموث بليفربول؟
منذ انطلاق صافرة البداية، كان واضحًا أن بليموث دخل المباراة وهو يدرك تمامًا حجم التحدي الذي يواجهه. في المقابل، لم يكن ليفربول في أفضل حالاته، حيث غاب عنه عدة لاعبين أساسيين بسبب قرارات المدرب الألماني يورغن كلوب بإراحة بعض نجومه الأساسيين.
لعب بليموث بأسلوب دفاعي منظم منذ الدقائق الأولى، واعتمد على الهجمات المرتدة لمحاولة مباغتة دفاع ليفربول، في حين استحوذ الفريق الأحمر على الكرة بنسبة أكبر لكنه لم يستطع تحويل هذا الاستحواذ إلى فرص خطيرة بالشكل المطلوب. ومع ذلك، لم يكن أحد يتوقع أن يتقدم بليموث على ليفربول، خاصة مع الفوارق الكبيرة بين الفريقين من حيث الجودة والخبرة.
لكن في الدقيقة 53، جاءت اللحظة الحاسمة التي غيرت مسار اللقاء بالكامل، حينما حصل بليموث على ركلة جزاء بعد تدخل قوي داخل منطقة الجزاء. تقدم ريان هاردي لتنفيذ الركلة وسط توتر شديد، لكنه سددها بثقة في الشباك، ليشعل المدرجات ويضع فريقه في المقدمة.
![بليموث يكتب التاريخ بإقصاء ليفربول ليلة أسطورية في كأس الاتحاد الإنجليزي ليفربول](https://showme-livecdn.elelive.net/konfi/image/20250211/fb5b09989f28447498d7d0ab42d958bb.png)
دقائق من الرعب - كيف صمد بليموث أمام هجوم ليفربول الكاسح؟
بعد هدف التقدم، لم يكن أمام ليفربول خيار سوى الضغط الهجومي المكثف، وهو ما جعل المباراة تتحول إلى معركة حقيقية بين الفريقين.
حاول ليفربول إدخال لاعبين أكثر خبرة إلى أرض الملعب، حيث دفع كلوب بكل من ديوغو جوتا وداروين نونيز في محاولة لقلب النتيجة، لكن بليموث كان له رأي آخر. تراجع الفريق بالكامل إلى مناطقه الدفاعية، واعتمد على تكتل دفاعي منظم، مع تقديم أداء قتالي من كل اللاعبين.
مع اقتراب المباراة من نهايتها، ارتفعت حدة الإثارة، حيث احتسب الحكم 9 دقائق كاملة كوقت بدل ضائع، شهدت محاولات خطيرة من ليفربول، لكن حارس بليموث كونور هازارد كان بطل اللحظات الأخيرة، بعد أن تصدى ببراعة لرأسية قوية من ديوغو جوتا وتسديدة أخرى صاروخية من داروين نونيز، ليحافظ على نظافة شباكه حتى اللحظة الأخيرة.
وبعد لحظات من التوتر الشديد، أطلق الحكم صافرة النهاية، ليبدأ احتفال تاريخي بين جماهير بليموث، التي لم تكن تتوقع أن ترى فريقها يسقط العملاق الأحمر بهذا الشكل المذهل.
![بليموث يكتب التاريخ بإقصاء ليفربول ليلة أسطورية في كأس الاتحاد الإنجليزي ليفربول](https://showme-livecdn.elelive.net/konfi/image/20250211/6558de765a87440381879c793670183d.png)
مدرب بليموث: هذه أعظم لحظة في مسيرتي لكن العمل لم ينته بعد
عقب الفوز الأسطوري، ظهر مدرب بليموث ميرون موسليتش متأثرًا للغاية، وبدت عليه علامات الانفعال الشديد، حيث لم يتمكن من إخفاء مشاعره بعد تحقيق هذا الإنجاز الكبير.
عادة ما أكون جيدًا في التعبير، لكنني اليوم عاجز عن الكلام. أنا في حالة وجدانية مثيرة، لأنني أدركت حجم المهمة التي أنجزناها، ومدى قوة الخصم الذي هزمناه. هذه بلا شك أعظم لحظة في مسيرتي التدريبية.
لكن رغم الفرحة الكبيرة، شدد المدرب البوسني الشاب على أن فريقه لا يزال أمامه تحديات أكبر، خاصة في صراع البقاء في دوري الدرجة الأولى، وقال:
“اللحظة الأكبر بالنسبة لي ستكون عندما ننجح في ضمان بقائنا في التشامبيونشيب. هذا هو هدفي الأول، وما يشغل ذهني الآن.”
وفي لقطة طريفة، كشف موسليتش عن طريقته الخاصة للاحتفال بالفوز، حيث قال ضاحكًا:
“سأعود إلى المنزل وأشاهد المباراة مرة أخرى، وأتناول بعض الناتشوز وأشرب فانتا.. هذا هو احتفالي البسيط، لكنه يعني لي الكثير!”
يورغن كلوب يدفع ثمن المجازفة.. هل استهان ليفربول بالمنافس؟
في الجهة المقابلة، عاش مدرب ليفربول يورغن كلوب ليلة صعبة، حيث تعرض لانتقادات حادة بسبب اختياراته في التشكيلة الأساسية، والتي افتقدت لعدد من اللاعبين الأساسيين.
كان واضحًا أن كلوب قرر إراحة بعض نجومه استعدادًا لديربي الميرسيسايد ضد إيفرتون، حيث غاب عن التشكيلة الأساسية كل من محمد صلاح، فيرجيل فان دايك، وأليكسيس ماك أليستر، وهو ما أثر على أداء الفريق بشكل واضح.
وعلى الرغم من أن ليفربول امتلك الكرة لفترات طويلة، إلا أن الفريق افتقد الحسم أمام المرمى، حيث لم ينجح في استغلال الفرص التي سنحت له، في ظل التألق الكبير لحارس بليموث ودفاعه المتماسك.
إلى أين يمكن أن يصل بليموث في كأس الاتحاد الإنجليزي؟
بعد هذا الفوز التاريخي، تأهل بليموث إلى دور الـ16 من كأس الاتحاد الإنجليزي، وهو إنجاز كبير لفريق كان يصارع على الهروب من الهبوط في الدرجة الأولى.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل يستطيع بليموث مواصلة صنع المعجزات في البطولة؟
الواقع يقول إن الفريق سيدخل المباراة القادمة بثقة هائلة، بعدما أثبت أنه قادر على إسقاط الكبار، لكن الطريق لن يكون سهلًا، حيث ستزداد المنافسة صعوبة كلما تقدم في الأدوار القادمة.
ماذا بعد ليفربول؟ الحاجة إلى إعادة ترتيب الأوراق
بالنسبة لليفربول، فإن هذه الهزيمة ستكون جرس إنذار حقيقي للفريق قبل استكمال الموسم. فمع المنافسة المحتدمة على لقب الدوري الإنجليزي، والاستحقاقات الأوروبية القادمة، يحتاج كلوب إلى إعادة تقييم استراتيجيته، والتأكد من أن فريقه يمتلك العمق الكافي لمواجهة كل هذه التحديات.
ليلة لا تُنسى في تاريخ بليموث!
مهما حدث لاحقًا، سيبقى هذا الفوز واحدًا من أعظم الإنجازات في تاريخ بليموث أرجايل. لقد أظهر الفريق أن كرة القدم لا تُحسم بالأسماء والتاريخ، بل بالعزيمة والروح القتالية. فهل ستكون هذه مجرد مفاجأة عابرة، أم بداية رحلة أسطورية في كأس الاتحاد الإنجليزي؟ الأيام القادمة ستكشف لنا ذلك!