عبر المدير الفني لنادي ليفربول، آرني سلوت، عن خيبة أمله الكبيرة بعد الخروج المبكر والمفاجئ لفريقه من بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، حيث وصف هذه النتيجة بأنها “نكسة” أثرت على معنويات الجميع داخل النادي. وجاءت هذه الصدمة بعد خسارة الفريق أمام بليموث أرجايل، الذي يصارع للبقاء في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي (تشامبيونشيب)، بهدف نظيف في الدور الرابع من المسابقة، ليودع الريدز البطولة على نحو غير متوقع.
في مباراة لم يتوقع أحد أن تنتهي بهذه النتيجة، تمكن بليموث أرجايل من تحقيق فوز تاريخي على ليفربول بهدف دون رد، في اللقاء الذي جمع الفريقين على ملعب “هوم بارك”. وسجل ريان هاردي الهدف الوحيد في المباراة من ركلة جزاء في الدقيقة 53، ليقود فريقه للتأهل إلى دور الـ16، بينما خرج ليفربول بخيبة أمل كبيرة.
لم يكن الأداء الهجومي لليفربول في مستواه المعتاد، حيث افتقد الفريق الفاعلية أمام المرمى، في ظل غياب بعض نجومه الأساسيين عن التشكيلة الأساسية. ورغم الضغط المتواصل في الدقائق الأخيرة، لم يتمكن الفريق من تعديل النتيجة، ليكون بليموث على موعد مع واحدة من أبرز لحظات تاريخه الكروي.
قرار إراحة النجوم يكلف ليفربول ثمناً باهظاً
دخل ليفربول اللقاء بتشكيلة شهدت عدة تغييرات، حيث قرر المدرب الهولندي آرني سلوت إراحة بعض من أبرز لاعبيه، في مقدمتهم النجم المصري محمد صلاح، الذي يواصل التعافي من الإصابة، إضافة إلى المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك. وجاء هذا القرار في ظل الاستعدادات للمباراة المرتقبة أمام إيفرتون في الدوري الإنجليزي الممتاز، إلا أن هذه التعديلات كلفت الفريق ثمناً غالياً، حيث افتقد التنظيم الدفاعي والحدة الهجومية اللازمة لتحقيق الفوز.
وبالرغم من مشاركة عدد من اللاعبين الأساسيين مثل داروين نونيز وديوغو جوتا، إلا أن ليفربول لم يتمكن من فك شفرة دفاع بليموث، الذي دافع ببسالة ونجح في تحقيق واحدة من أكبر مفاجآت البطولة.
آرني سلوت: نشعر بخيبة أمل لكنها لحظة واحدة حسمت المباراة
عقب اللقاء، تحدث سلوت إلى وسائل الإعلام، معترفاً بأن الفريق لم يكن في أفضل حالاته، لكنه في الوقت نفسه أشاد بالمجهود الكبير الذي قدمه لاعبو بليموث. وقال المدرب الهولندي في تصريحاته التي نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي:
لقد قدم بليموث مباراة رائعة بخطة لعب جيدة، ويستحقون كل الثناء على الأداء الذي قدموه. لم نكن نمر بيوم جيد للغاية، وكانت المباراة متكافئة إلى حد كبير، حتى جاءت لحظة حاسمة غيرت كل شيء.
وأشار سلوت إلى أن المباراة لم تشهد العديد من الفرص الخطيرة من كلا الطرفين، مؤكداً أن المواجهات في الكأس تعتمد أحياناً على تفاصيل صغيرة، وقال:
لا أستطيع أن أقول إن اللاعبين لم يقاتلوا، لأنهم فعلوا ذلك طوال 100 دقيقة، لكن لم يكن هناك العديد من الفرص الواضحة. في مثل هذه المباريات، يعتمد الأمر على لحظة واحدة، وقد كانت تلك اللحظة لصالح بليموث.
وتابع مدرب ليفربول حديثه قائلاً:
توقعنا أن يكون اللاعبون أكثر فعالية أمام المرمى، لكن علينا أن نشيد أيضاً بطريقة لعب بليموث، التي جعلت من الصعب علينا صناعة الفرص. لقد قاتلنا حتى النهاية، لكننا لم نتمكن من العثور على الحلول المناسبة.
ضربة قوية لآمال الرباعية.. ولكن الأمل لا يزال قائماً
يعد خروج ليفربول من بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي ضربة قوية لطموحات الفريق في الفوز بأكثر من لقب هذا الموسم، حيث كانت الجماهير تطمح لرؤية الفريق ينافس على جميع الجبهات. ومع ذلك، لا يزال الفريق في موقع قوي في البطولات الأخرى.
ويتصدر ليفربول حالياً جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق ست نقاط عن أقرب منافسيه أرسنال، مع تبقي مباراة مؤجلة في رصيد الريدز، مما يعزز من حظوظه في التتويج بلقب الدوري.
بالإضافة إلى ذلك، نجح الفريق في بلوغ نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، حيث سيواجه نيوكاسل يونايتد في مباراة مرتقبة. كما تأهل ليفربول إلى دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، بعد تصدر مجموعته، ليواصل سعيه نحو التتويج باللقب القاري.
كيف سيؤثر الإقصاء على الفريق في الفترة المقبلة؟
على الرغم من الإحباط الذي أصاب اللاعبين والجماهير بعد هذه الخسارة، إلا أن تركيز الفريق سينصب الآن على المنافسات المتبقية. وستكون المواجهة القادمة ضد إيفرتون في الدوري الإنجليزي بمثابة اختبار حقيقي لقدرة الفريق على تجاوز هذه النكسة سريعاً.
من جانبه، أكد سلوت أن الفريق سيعمل على معالجة الأخطاء والاستعداد جيداً للمباريات المقبلة، مشيراً إلى أن الروح القتالية التي يتمتع بها اللاعبون ستساعدهم على التعافي من هذه الصدمة والمضي قدماً.
لقد أضر هذا بكل من يرتبط بليفربول، الجماهير، واللاعبين، وأنا أيضاً. لقد كنا نرغب جميعاً في المنافسة لأطول فترة ممكنة في كأس الاتحاد الإنجليزي، لكن هذه هي كرة القدم. علينا الآن أن نعيد التركيز على البطولات الأخرى ونتأكد من أننا نستغل الفرص المتاحة أمامنا.
ما التالي لليفربول؟
سيكون أمام ليفربول فرصة للعودة إلى المسار الصحيح عندما يواجه إيفرتون في ديربي ميرسيسايد، وهي مباراة تمثل أهمية كبرى للفريق، ليس فقط بسبب المنافسة الشديدة مع الجار اللدود، ولكن أيضاً لاستعادة الثقة بعد هذه الهزيمة.
كما أن الفريق سيحتاج إلى تقديم أداء قوي في الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، حيث ستكون المنافسة على أشدها في الأشهر المقبلة. وسيكون ليفربول مطالباً بإظهار شخصية البطل من أجل تحقيق الألقاب التي لا تزال في متناوله.
ختاماً.. ضربة موجعة لكن الموسم لم ينتهِ بعد
بالرغم من أن خروج ليفربول من كأس الاتحاد الإنجليزي يعد نكسة مؤلمة للفريق، إلا أن الموسم لا يزال طويلاً، والريدز لديهم الكثير ليقاتلوا من أجله. الجماهير ستنتظر ردة الفعل في المباريات القادمة، والأنظار ستتجه إلى آرني سلوت لمعرفة كيف سيقود الفريق لتجاوز هذه المرحلة الصعبة وتحقيق الألقاب التي يسعى إليها.
