
في أجواء من التوتر والجدل في الساحة الرياضية السعودية، خرج المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال، جورج جيسوس، بتصريحات أثارت الكثير من التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء تراجع أداء الفريق. ففي مقابلة صحفية عقب تعادل الهلال مع الرياض، الذي انتهى بنتيجة 1-1 ضمن منافسات الجولة العشرين من دوري روشن السعودي للمحترفين، لم يتردد جيسوس في توجيه لعناته غير المعلنة إلى ما وصفه بـ”التحديات” التي أشار إليها المدير الرياضي لرابطة دوري المحترفين، مايكل إيمينالو. وبهذا التصريح، بدا أن المدرب البرتغالي يحاول تسليط الضوء على تدخلات خارجية، أو ربما ما وصفه بـفعل فاعل تعمل على تعطيل مسيرة الفريق على أرض الملعب.
منذ بداية اللقاء، واصلت الجماهير والإعلاميون النقاش حول كيفية تعامل الإدارة مع الضغوط الخارجية والداخلية التي تعصف بالفريق، خاصةً في ظل المنافسة الشديدة على لقب الدوري السعودي للمحترفين. فالنتيجة الأخيرة التي جاءت بالتعادل تركت الهلال في المركز الثاني برصيد 48 نقطة، بفارق نقطة واحدة عن الاتحاد المتصدر، الذي من شأنه في حال الفوز توسيع الفارق إلى 4 نقاط. وفي هذا السياق، اعتبر جيسوس أن النتائج الحالية ليست نتيجة مباشرة لما يفعله الفريق على أرض الملعب فحسب، بل أن هناك عوامل أخرى قد تُعيق تحقيق الانتصارات المتوقعة.
تصريحات جيسوس في المؤتمر الصحفي
في مؤتمر صحفي جمعه بعد المباراة، لم يخفِ جيسوس غضبه من تصريحات مايكل إيمينالو، المدير الرياضي لرابطة دوري المحترفين السعودي. إذ قال جيسوس بلهجة تحمل ملامح السخرية: الهلال يواجه الآن التحديات التي تحدث عنها إيمينالو، وتلك التحديات لم تكن لتحدث لو لم يكن هناك تدخل خارجي يجعل الأمور تعقد نفسها. وأكد المدرب البرتغالي أن مثل هذه التصريحات لم تكن مطلوبة، وأنها جاءت لتسلط الضوء على ما يراه من تجاوزات وتأثير سلبي على أداء الفريق. وأضاف: لم يكن من الضروري أن نتوقف عن تحقيق الانتصارات، لكن ما يحدث الآن من قرارات تحكيمية ظالمة يعكس موقفًا خارجيًا يسعى لتعطيل مسيرتنا.
التأثيرات التحكيمية على الهلال
ويُستشهد جيسوس في تصريحاته بواقع المباراة التي جمعته مع فريق الرياض، حيث أشار إلى أن الظلم التحكيمي الذي تعرض له الفريق، كان جزءًا من سلسلة من العوامل التي أدت إلى السقوط في فخ التعادل. فقد ذكر أن قرارات الحكم، الذي تولى إدارة المباراة وهو السلفادوري إيفان بارتون، لم تكن كافية لتغطية كل ما حدث على أرض الملعب، وأن هناك تأثيرات خارجية ربما ساهمت في تعطيل أداء الفريق. وفي هذا السياق، أوضح جيسوس أن نادي الهلال يدفع ثمن هذه التصريحات الصادرة من إيمينالو، حيث أن كل قرار تحكيمي يُتخذ يؤثر بشكل مباشر على النتائج والمنافسة بين الأندية.

تحديات أخرى أمام الهلال
وتتداخل في هذا الحديث تصريحات مايكل إيمينالو التي تركزت على ضرورة مواجهة نادي الهلال لتحديات معينة تهدف إلى زيادة مستوى المنافسة في دوري روشن السعودي. ففي تصريحات سابقة، أعرب إيمينالو عن أمنيته في رؤية الهلال يواجه بعض الصعوبات التي من شأنها أن تشعل المنافسة بشكل أكبر، معتبرًا أن توقف الفريق عن تحقيق الانتصارات قد يكون في مصلحة الدوري، وذلك لجذب المزيد من التنافسية بين الفرق. إلا أن جيسوس لم يرضَ بأن تُستخدم هذه التصريحات كذريعة لتبرير أي فشل، بل أشار إلى أنها تُستخدم لتشويه صورة الفريق وتقديم مبررات لتدخلات خارجية قد تسعى لتعطيل مسيرته.
الانتقادات المتعلقة بالإدارة الداخلية
يجدر الإشارة إلى أن هذه التصريحات جاءت في وقت يشهد فيه نادي الهلال تقلبات كبيرة بين الموسمين الماضي والحالي. ففي الموسم الرياضي الماضي 2023-2024، استطاع الفريق تحقيق الثلاثية المحلية التاريخية، إذ توج الدوري بشعار الدوري الذهبي وكأس الملك والسوبر السعودي دون أن يتعرض لهزيمة تُذكر. لكن الموسم الحالي يبدو أنه مختلف؛ فقد بدأ الهلال الموسم بالفوز بلقب كأس السوبر للمرة الثانية على التوالي، إلا أن النتائج تراجعت فيما بعد، وواجه الفريق إخفاقات مثيرة، أبرزها التعادل أمام الرياض، الذي أدى إلى بقاء الفريق في المركز الثاني بتفرق نقطي ضئيل عن الاتحاد.
دعوة جيسوس لإعادة النظر في السياسات
من هنا، يبرز جيسوس أنه ليس من حق إدارة الفريق أو مدربيه التدخل في سير الأمور بالاعتماد على تصريحات خارجية، خاصة تلك التي تُوجه من قبل جهات مثل رابطة دوري المحترفين. وبدلاً من ذلك، يجب على النادي أن يعمل على ضمان استمرارية الأداء العالي للفريق من خلال التركيز على التدريبات والتحضير الفني، دون أن يتأثر اللاعبون بالمحادثات الجانبية التي قد تُشتت انتباههم عن المهمة الأساسية، وهي الفوز في كل مباراة.
أثر تصريحات جيسوس على معنويات اللاعبين والجماهير
كما أن مثل هذه التصريحات تؤثر بشكل مباشر على معنويات اللاعبين وجماهير النادي. ففي الأوقات التي تتعرض فيها النتائج للشكوك والتلاعب، يزداد الضغط النفسي على اللاعبين، مما قد يؤدي إلى تراجع الأداء في المباريات القادمة. ويعتبر هذا الوضع تحديًا حقيقيًا للنادي، خاصة في ظل المنافسة الشديدة على لقب الدوري، حيث أن كل نقطة تُحسب وكل قرار تحكيمي قد يحمل في طياته تأثيراً بالغاً على ترتيب الفرق.

الخطوات المستقبلية التي يجب أن يتخذها الهلال
إن التحديات التي يتحدث عنها جيسوس تتجاوز مجرد قرارات تحكيمية فردية، بل تتعلق أيضًا بنظام العمل الداخلي في نادي الهلال. فهو يؤكد أن هناك ما يسمى بـ”الفعل الفاعل”، وهو التدخل الذي يُحدث خللاً في سير الأمور ويُعيق تحقيق النتائج المرجوة. وفي هذا السياق، يرى جيسوس أن إدارة النادي يجب أن تتخذ خطوات جدية لتصحيح المسار، سواء من خلال مراجعة السياسات الداخلية أو من خلال تحسين آليات التواصل مع الجهات الخارجية التي قد تؤثر على الأداء الفني للفريق.
التحديات الإدارية والتعاقدات
على صعيد آخر، يبدو أن التحديات التي تواجهها إدارة الهلال ليست مقتصرة على الجوانب التحكيمية فقط، بل تشمل أيضًا القرارات الإدارية والتعاقدات التي تتخذها الإدارة الرياضية. ففي ظل هذا الجو المشحون بالانتقادات، يجب على النادي أن يعمل على تعزيز روح الفريق والتركيز على الأهداف المشتركة، دون السماح لأي جهة خارجية بالتدخل في شؤون النادي. وفي هذا السياق، يُعتبر خطاب جيسوس بمثابة دعوة لإعادة تقييم السياسات الداخلية والعمل على تعزيز الاستقرار النفسي والفني داخل الفريق.
الحديث حول المنافسة في دوري روشن
من جهة أخرى، تتجه الأنظار نحو تصريحات المدير الرياضي لرابطة دوري المحترفين، مايكل إيمينالو، الذي يرى أن مواجهة نادي الهلال لتحديات معينة قد تكون في مصلحة الدوري، إذ تزيد من مستوى المنافسة وتجعل المواجهات أكثر إثارة. لكن جيسوس يرفض أن يُفسر ذلك على أنه مبرر للتدخل في مسيرة الفريق، حيث يرى أن تحقيق الانتصارات هو مسؤولية الجهاز الفني بأكمله، وأن أي تدخل خارجي لا يجب أن يُستخدم كحجة لشرح الفشل أو التراجع. وأضاف جيسوس: “لم يكن علينا التوقف عن تحقيق الانتصارات، لكن يبدو أننا ندفع الثمن لهذه التصريحات التي تُعرضنا للظلم التحكيمي. نحن نواجه تحديات يجب أن نتحملها ونقف في وجهها بكل قوة.”
التحديات التي تواجه الهلال في المستقبل
وفي ظل هذه البيئة المشحونة بالتحديات، يبقى نادي الهلال أمام مهمة صعبة لإعادة بناء ثقته وتحقيق النتائج التي تليق بتاريخه العريق. فالفوز ليس مجرد نتيجة تُسجل على الورق، بل هو إشارة إلى قدرة الفريق على تجاوز العقبات وتحقيق التفوق في وجه كل الظروف. وقد أثبتت التجارب السابقة أن النجاح لا يأتي إلا من خلال العمل الجاد والتصدي للتحديات بكل حزم، دون السماح لأي تصريحات أو تدخلات خارجية بالتأثير على الأداء الفني.