
في أجواء حافلة بالتوتر والتساؤلات بعد تعادل الهلال مع الرياض، ظهر صوت الناقد الرياضي عبدالله فلاته ليطلق تعليقات قوية استهدفت المدير الفني البرتغالي جورج جيسوس، معتبرًا أن تكتيكات الفريق قد أصبحت مكشوفة ومرهونة بمدرب لم يستطع أن يحافظ على استمرارية الأداء المتميز. في تصريحاته التي صدرت خلال برنامج أكشن مع وليد، وصف فلاته المدير الفني بأنه مدرب الموسم الواحد معتمدًا على إحصائيات تثبت تكرار الأخطاء وتكرار الوقوع في نفس الزلات، مما جعل تكتيكات الهلال تبدو متوقفة عند نقطة معينة ولا تجد لها مثيلًا في الموسم السابق.
على خلفية تعادل الهلال مع ضيفه الرياض بهدف لمثله، والذي تحقق على أرض ملعب المملكة آرينا ضمن منافسات الجولة الحادية والعشرين من دوري روشن السعودي، بدا أن الأداء الكروي للأزرق قد تراجع للمرة الثانية على التوالي، مما أثر على معنويات الجماهير واللاعبين على حد سواء، خاصة مع اقتراب موعد مباراة الكلاسيكو المرتقبة أمام الاتحاد. وقد استخدم فلاته هذه المناسبة للتعبير عن استيائه من ما اعتبره ضعفًا في القرارات التحكيمية وسوء توزيع البدلاء، حيث أشار إلى أن المدرب جيسوس أصبح مدرب الموسم الواحد في ظل التكتيكات الثابتة والقرارات الإدارية التي أثرت سلبًا على ديناميكية الفريق.
وأكد فلاته خلال حديثه أحيي مدرسة الوسطى على الأداء الكبير والعطاء المميز، لكن جيسوس صار مدرب الموسم الواحد، حيث أصبح تكتيك الهلال مكشوفًا ومحفوظًا، وأصبح من السهل على الفرق التجرؤ على اختراق دفاعات الهلال مرارًا وتكرارًا. وأضاف أن الفرق أصبحت تخطط لعبها بطريقة محددة لتجاوز نقاط الضعف التي ظهرها دفاع الفريق، وهو ما كان بعيدًا عن التصاعد والتفرد الذي تميز به الأداء في الموسم الماضي. كان واضحًا أن الناقد الرياضي لم يرَ أي تجديد في أسلوب اللعب، بل وجد أن التكتيكات باتت متكررة وموحدة دون مرونة تكتيكية تكفل مواجهة التحديات المتجددة.
ومن ناحية أخرى، لم تقتصر الانتقادات على ما يتعلق بالتكتيكات فقط، بل شملت أيضًا إدارة البدلاء داخل الفريق. فقد أشار فلاته إلى أن الهلال أصبح يعاني من نقص في البدلاء القادرين على تغيير مجريات المباراة في اللحظات الحاسمة. وذكر قائلاً: “النقطة الثانية أن الهلال أصبح بلا بدلاء حقيقيين، وهذا يعود إلى أن جيسوس حرص على القضاء على البدلاء، خاصة بعدما اعتمد على لاعبين مثل حمد اليامي، الذي يتميز بالإمكانيات المتواضعة، وكذلك محمد كنو الذي لم يُظهر القدرة على التأثير في مجريات المباراة”. وأضاف أن مثل هذه القرارات الإدارية تؤثر سلبًا على الأداء العام للفريق، وتمنع مدربًا يملك الطموح من استغلال قدرات اللاعبين الاحتياطيين التي قد تكون حاسمة في تغيير نتيجة المباراة.
وفي نفس السياق، استغل فلاته تصريحات جيسوس التي أُدلي بها في المؤتمر الصحفي، حيث واجه المدرب البرتغالي طاقم التحكيم لمباراة الرياض، متهمًا إياهم بعدم احتساب ركلتي جزاء كانتا مفروضتين في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء. واصفًا تصريحات جيسوس بـ الهجوم على التحكيم وبأنه اتخذ موقفًا صريحًا ضد القرارات التي أثارها التحكيم، معتبرًا أن ما يحدث في المباراة هو فضيحة بحق الفريق. حيث أشار جيسوس إلى أن هناك خللًا واضحًا في حالة التسلل في إحدى المناسبات قبل تسجيل هدف الرياض الأول، مما يدل على تجاهل بعض الأخطاء البسيطة في التقنية. وأضاف فلاته في حديثه أن مثل هذه التصريحات تثير الجدل وتزيد من انقسام الجماهير، إذ أصبحت عبارة التحكيم كان لغة الضعفاء يا الهلال شعارًا ينتشر بين المنتقدين في الأوساط الرياضية.
ولم يتوقف الحديث عند هذا الحد، بل تناول فلاته أيضًا مسألة إبعاد خاليدو كوليبالي، أحد المدافعين الأساسيين في صفوف الهلال، عن مباراة اليوم، معتبرًا أن هذا القرار كان خطأً فادحًا، مشيرًا إلى أن أي قرار آخر قد يتخذ في سياق مشابه، سواء في مباراة الوحدة أو غيرها من المباريات، سيكون له أثر سلبي على أداء الفريق. ومن هنا خرجت تصريحات فلاته لتسبر أغوار التحديات التي يواجهها الهلال في ظل إدارة جيسوس، الذي وصفه بأنه مدرب يخطئ ويكرر أخطاءه دون تحمل المسؤولية.

على صعيد آخر، يستمر الهلال في مواجهة تحديات كبيرة على الصعيد المحلي بعد موسم من الإنجازات التي شملت الدوري الذهبي، حيث توج الفريق باللقب بلا هزيمة برصيد 96 نقطة في 34 مباراة، بالإضافة إلى الثلاثية التي تحققت بلقب كأس خادم الحرمين الشريفين وكأس الدرعية للسوبر السعودي. ولكن الموسم الحالي يبدو أنه يحمل معه صعوبات جديدة، فقد استهل الهلال الموسم بالفوز بكأس السوبر للمرة الثانية على التوالي، بينما شهدت منافسات كأس الملك هزيمة مفجعة أمام الاتحاد بركلات الترجيح بعد تعادل مثير بهدفين لمثلهما. ومع مرور 20 جولة في دوري روشن، تمكن الهلال من تحقيق 15 فوزًا مقابل 3 تعادلات وهزيمتين، مما جعل الفريق يحتل المركز الثاني في جدول الترتيب برصيد 48 نقطة، بفارق نقطة واحدة فقط عن الاتحاد المتصدر الذي يستعد لملاقاة الوحدة في الجولة العشرين المقبلة.
وبينما تتصاعد التوترات داخل المدرجات وبين المحللين الرياضيين، يبقى التساؤل قائمًا حول مستقبل الفريق وكيفية معالجة المشكلات التي تبرزها الإحصائيات اليومية. فالانتقادات لم تقتصر على الجانب التكتيكي فقط، بل شملت أيضًا الجانب النفسي والإداري، وهو ما يفرض على إدارة الهلال إعادة تقييم الخطط وتوفير البدلاء القادرين على تغيير مجريات المباريات. في هذا السياق، يرى بعض المحللين أن الأداء المتراجع للفريق يعود إلى مجموعة من العوامل التي تتداخل مع بعضها البعض، بدءًا من القرارات التحكيمية التي قد تكون منحازة إلى بعض الجهات، مرورًا بتكتيكات مدرب لم يعد يبدع كما في السابق، وانتهاءً بإدارة البدلاء والاعتماد المفرط على اللاعبين الأساسيين دون تنويع فعلي.
أما عن تصريحات جيسوس، فقد أثارت ردود فعل متباينة بين جماهير الهلال والنقاد، حيث يرى البعض أن انتقاد التحكيم أمر مشروع في ظل وجود أخطاء تقنية يمكن تصحيحها باستخدام أحدث التقنيات المساعدة، بينما يعتبر آخرون أن التحدي الحقيقي يكمن في إعادة بناء الثقة بين الجهاز الفني واللاعبين، والعمل على استغلال كل الإمكانيات المتاحة لتقديم أداء يليق بتاريخ النادي العريق. وفي هذا الإطار، يعد الانتقاد اللاذع لفلاته جزءًا من لعبة النقد والتحليل التي تشهدها أوساط الرياضة، وهو ما يعكس الانقسام في آراء الجماهير بين مؤيد ومعارض للقرارات التي يتخذها المدرب.
إن تعليقات فلاته لم تأتِ لتكون مجرد آراء عابرة، بل هي انعكاس لحالة من الإحباط الذي يشعر به بعض محبي الهلال، الذين كانوا يشهدون تألق الفريق في المواسم السابقة، ولا سيما بعد تحقيق الثلاثية المميزة في الموسم الماضي. واليوم، وبعد سلسلة من النتائج المتراجعة، يتضح أن هناك حاجة ملحة لتغيير السياسات والتكتيكات التي يتبعها المدرب جيسوس، والذي بات يُنظر إليه على أنه لا يستطيع إعادة الفريق إلى مساره الصحيح رغم الإمكانيات الكبيرة المتوفرة في صفوف الهلال.
على الصعيد الجماهيري، تتزايد الدعوات إلى إعادة النظر في تكتيكات الفريق واعتماد سياسة أكثر تنوعًا في استغلال البدلاء، وذلك لمنح اللاعبين فرصة التألق في المباريات الحاسمة، خصوصًا في ظل المنافسة الشديدة على لقب الدوري. وفي ظل هذه التحديات، يبقى التوازن بين الخبرة والشباب ضرورة حتمية لضمان استمرار التفوق في الأداء، وهو ما يتطلب إعادة تقييم أسلوب اللعب وتطوير الخطط التكتيكية بما يتماشى مع متطلبات المباريات في الوقت الراهن.
كما أن النقاش حول القرارات التحكيمية يشكل جزءًا لا يتجزأ من المشهد الرياضي الحالي، حيث يرى البعض أن التحكيم كان في هذه المباراة لغة الضعفاء، وهو ما يُستغل للإسقاط على أداء الفريق بطريقة قد تؤدي إلى زيادة الفجوة بين الآراء المتباينة داخل أوساط المشجعين. وفي هذا السياق، تأتي تصريحات جيسوس التي وجهت إلى طاقم التحكيم بقيادة إيفان بارتون لتكون بمثابة ردة فعل دفاعية على ما يعتبره تجاوزات واضحة، حيث أشار إلى عدم احتساب جزائيات كانت قد تغير مجريات اللقاء. هذه النقطة تُبرز مدى تأثير القرارات التحكيمية على نفسية اللاعبين وعلى نتائج المباريات، وهو موضوع طالما أثار جدلاً واسعًا بين مختلف الأطراف في الوسط الرياضي.
تظل التحديات أمام الهلال قائمة، ليس فقط على أرض الملعب بل وأيضًا في كواليس الإدارة والتخطيط الفني، حيث يتعين على النادي إعادة النظر في كافة الجوانب التي أدت إلى التراجع المتواصل، سواء كان ذلك في اختيار اللاعبين أو في تكتيكات المدرب أو حتى في التعامل مع القرارات التحكيمية التي قد تبدو في بعض الأحيان مثيرة للجدل. من المؤكد أن عودة الهلال إلى مستواه السابق تتطلب مجهودًا جماعيًا يتجاوز مجرد إعادة صياغة الخطط الفنية، بل يستوجب أيضًا إصلاحات شاملة في نظام إدارة الفريق وتطوير بدائله الفنية بما يكفل الاستفادة القصوى من الإمكانيات المتوفرة.

إن المنافسة الشديدة في دوري روشن السعودي تجعل من كل مباراة حدثًا يستحق التحليل الدقيق والتقييم الموضوعي، حيث يتأثر ترتيب الفرق بقرارات صغيرة قد يكون لها أثر كبير على مسار الموسم. وفي هذا السياق، يبقى الهلال أحد الأندية التي تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة، مما يجعل من كل نتيجة وكل قرار تحكيمي موضوع نقاش واسع بين المحللين والنقاد على حد سواء.
من هنا، تتضح أهمية الحوار المستمر بين الجهاز الفني للنادي وجماهيره، لضمان توافق الرؤى والآراء حول أفضل السبل لاستعادة مجد الفريق. وفي ظل هذا التحدي، تُعتبر تصريحات عبدالله فلاته إحدى المحفزات التي قد تدفع بصناع القرار إلى اتخاذ خطوات جذرية لتصحيح المسار، سواء عبر تعزيز التشكيلة ببعض البدلاء القادرين على إحداث الفارق أو من خلال إعادة النظر في أسلوب اللعب الذي بات يعتمد على نمط متكرر لا يواكب التطورات التكتيكية في كرة القدم الحديثة.
يظل السؤال الأهم هو كيف يمكن للهلال أن يتجاوز هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها، خاصةً وأن المنافسة في دوري روشن لا تعطي مجالًا للخطأ. يبقى التحدي الحقيقي في كيفية استغلال التجارب السابقة لإعادة بناء الثقة واستعادة الثبات الفني الذي كان يميز الفريق في المواسم السابقة. ومن المؤكد أن الاستفادة من الدروس المستفادة في الماضي والعمل على تجديد الاستراتيجيات هي المفتاح لتجاوز العقبات والعودة إلى مسار الانتصارات.
بهذه الرؤية الشاملة، يبقى موضوع النقد والتحليل حول أداء الهلال وإدارته الفنية مادة خصبة للنقاش الرياضي، تعكس شغف الجماهير وحرصهم على مشاهدة فريقهم في أفضل صورة ممكنة. وبينما تستمر الأصوات في المطالبة بتغييرات جذرية، يبقى الهلال أمام مهمة إعادة تشكيل هويته الفنية وتحقيق الانتصارات التي يعول عليها جمهوره الكبير.
في النهاية، تبقى تصريحات عبدالله فلاته وما صاحبتها من نقد لاذع تجاه جيسوس وتحليل لأخطاء التحكيم والإدارة الفنية، انعكاسًا للتحديات الكبيرة التي تواجهها الأندية الكبرى في عالم كرة القدم اليوم. مع كل مباراة وكل قرار يُتخذ، تتشكل صورة مستقبلية يتعين على الهلال أن يسعى لتحقيقها عبر تجديد الاستراتيجيات وتحقيق التكامل بين كافة عناصر الفريق، مما يضمن له العودة إلى القمة كما عهدته الجماهير العاشقة لتاريخه وإنجازاته.